الرئيسية » ثقافة وفن »

قصبة أحدادو… التراث المنسي بـ”إفران الأطلس الصغير”

ifran

تعتبر هذه القصبة من أهم القصبات بـ”إفران الأطلس الصغير”، وتقع على ضفاف نهر “إفران” المعروف محليا بـ”واد الأدباء”، بدوار “إدالطالب سعيد” بـ”إداوشقرا”. وهي قريبة من المركز مربعة الشكل، يصل طولها إلى حوالي 68 متر، وعرضها 68 متر. استعمل في بنائها طريقة اللوح أو التابوت، أو التراب المدكوك. ويصل عرض جدرانها إلى 1.30 متر. أما ارتفاعها فيبلغ 11 مترا، وتتخللها ثمانية أبراج للمراقبة، ويحيط بها سور ضخم مبني أسفله بالحجارة وأعلاه بالطين.

كما تضم كذلك 40 بيت في الطابق العلوي ونفسها في الطابق السفلي، وحمام مبني بالحجر، وفيها محكمة “الإفرانيين”. وتتوفر هذه القصبة على أربعة أبواب، وبداخلها ساحة كبيرة. وتعتبر القصبة الوحيدة التي بنيت في منطقة سهلية، لأنها بنيت لغرض اقتصادي حيث ممر القوافل التجارية القادمة من الصحراء. كما تضم إلى جانب المحكمة والبيوت والحمام سوق يأتي إليه الناس من مناطق بعيدة.

وقد أشار إليه العلامة “محمد المختار السوسي” الذي قال في ذكره لخليفة القائد: “إن ولدا له عدا ليلا على هري تاجر إسرائيلي في سوق المركز الحكومي إزاء قصبة أحدادو، فأخذ كثيرا من الدراهم والكتان وما إلى ذلك وقد رآه الحرس فأمرهم بالسكوت إلا أن الحكومة حيث سجنت الحرس وعاينوا العذاب أقروا بالفاعل”.

ومما لا يدع مجالا للشك على وجود المحكمة بهده المؤسسة، ما أورده “محمد المختار السوسي” في كتابه “المعسول” الجزء الرابع، صفحة 39 قائلا: “كان مركز دار أحدادو، مثوى جند حارس حاحي يسمى رئيسه علي أمارير، فكان الأستاذ عنده جاه كبير، فمال الناس إلى دار الأستاذ للاستشفاع. أخبرني بعض ‘التمولائيين’ أن أحد كبرائهم، إذ ذاك أسر في قصبة أحدادو، وأرسل به إلى “تيزنيت” فأهرع أهله إلى الأستاذ يتطلبون وساطته عند رئيس المركز، فدعوا أمام داره كبشا، وقد موله كيسا من السكر، وكذلك كانت عادة الاستشفاع والاستحرام إذ ذاك ، فقدم معهم فأدى ما عليه.

الحالة الراهنة لقصبة احدادو

أصبحت قصبة “احدادو” في الوقت الحالي تعاني من شبح الانقراض، بعدما كانت في الفترات التاريخية القليلة الماضية، تعد من كبريات القصبات في المنطقة والجنوب المغربي، فلم يبقى منها إلا أسوارا منها التي لازالت صامدة رغم التقلبات المناخية وقساوتها، ومنها المهددة بالسقوط. ويعود هذا الإهمال الذي طال هذه القصبة كباقي التراث المادي بـ”إفران” إلى عدم الاهتمام بالموروث الثقافي والتراثي للمنطقة، من لدن السكان من جهة، ومن السلطات المعنية من جهة ثانية.

فبين الفينة والأخرى تشيع أخبار عن زيارات أجنبية  إلى هذه القصبة دون مراقبتهم مما يشكل خطرا حقيقا على البقايا التراثية لها. حيت هناك أخبار تتحدث عن سرقة كنز بها من طرف الغربيين ونقله إلى الخارج. وما هذه الجريمة إلا واحدة من مئات ترتكب في حق هذا الموروث التراثي. ويبقى السؤال مطروحا، إلى متى ستبقى المعالم التاريخية بالمغرب في طي النسيان رغم القوانين التي وضعت لحمايتها.

مبارك الكبوس: “تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ” – “إفران الأطلس الصغير”

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك