لحظات قليلة، أو دقائق قليلة، بعد أن نشر موقع تغيرت نيوز خبر إعلان جمعية تنمل للنقل المدرسي بجماعة بوطروش إقليم سيدي إفني توقفها بداية الموسم الدراسي المقبل عن تقديم خدماتها للمستفيدين، ظهر بعض ممن اعتادو الاصطياد في الماء العكر لتوجيه سهام الانتقاد لهذه الجمعيات، معتبــرين ذلك إفلاس لجمعية تنمل للنقل المدرسي، ويتمنون إفلاس لباقي الجمعيات، حتى يتمكنوا من الإعلان عن انتصارهم ضد مسيري هذه الجمعيات. فيما يعتبر الآخرون ذلك مجرد “شعارات” للضغط على المؤسسات المانحة.
لا أدري لماذا كل هذا الحقد على الجمعيات المسيرة لمرفق النقل المدرسي؟، لا سيما على صعيد جماعات إمجاض، ولصالح من يسعــون إلى إفشالها وإفلاسها؟ بما في ذلك المعنيين بالمرفق والمستفيدين من خدماته، حتي يعلنون انتصاراً وهمياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى يتمكنوا من إفراغ مكبوتاتهم من الحقد والكراهية التي ملأت قلوبهم جراء العمل الناجح لجمعيات النقل المدرسي على صعيد الإقليم، خصوصاً بمناطق إمجاض، وبالأخص الجماعات الثلاث التابعة لقيادة تغيرت.
لماذا هــؤلاء الذين “يُهاجمون” مرفق النقل المدرسي، حتى لا أقول “الذين ينتقدونه”، (لأن الانتقاد هي عملية إظهار السلبيات مع تقديم البدائل والمقترحات لتقويم الاعوجاج وتجاوز السلبيات)، أقول هؤلاء الذين “يُهاجمون” مرفق النقل المدرسي والمسيرين له، لا يتفاعلون مع المنشورات والمقالات السابقة والتي تنبه بالمشكل قبل وقوعه، وأذكركم هنا بمقالات سابقة في الموضوع، من بينها مقال سابق لموقع تغيرت نيوز تحت عنوان: “النقل المدرسي بسيدي إفني … معاناة دائمة وتجاهل مستمر” نُشر بتاريخ 19 دجنبر 2021 (للاطلاع على المقال إضغط هنا).
جاء في هذا المقال، أن حرمان الجمعيات من المنح السنوية للسنة المالية 2021 من طرف المجلس الإقليمي لسيدي إفني، أثر سلباً على خدماتها، خاصة وأن هذا الاخير صاحب الاختصاص الذاتي للنقل المدرسي، بصريح عبارة المادة 79 من القانون التنظيمي 112.14 المتعلق بمجالس العمالات والأقاليم، ونبهنا في المقال، أن المجلس الإقليمي يعتمد معايير “التمييز السلبي” التي ستخدم أجندة حزبية بعيدة كل البعد عن المنطق والأخلاق، الذي هو مردودية الجمعيات المسيرة من تقاريرها المالية السنوية، ومن طريقة العمل اليومي أو الأسبوعي أو التدبير السليم للمرفق.
لكن التفاعل مع مثل هذه الرسائل التي تُنبـه بـ”الكارثة” قبل وقوعها منعدمة، لا من طرف “الحاقدين” ولا من طرف الجهات المعنية، خاصة المانحة كالمجالس المنتخبة، ومنعدمة أيضاً من طرف السلطات المحلية والإقليمية وكذلك من طرف الوزارة الوصية ومن خلالها المديرية الإقليمية، رغم أننا نبهنا أكثر من مرة، وقد أذكر بتنبيه آخر نشر منذ تاريخ 29 مارس 2022، تحت عنوان: “سيدي إفني .. ارتفاع المحروقات يهدد جمعيات النقل المدرسي بالإفلاس”، (للاطلاع على المقال إضغط هنا).
جاء في هذا المقال كذلك، أن الارتفاع الغير المسبوق للمحروقات يهدد جمعيات النقل المدرسي بإقليم سيدي إفني بالإفلاس وعدم القدرة على الاستمرارية لضمان العدالة التعليمية، وخاصة أن هذا القطاع يعرف عدة مشاكل على مستوى التمويل بحيث يعتمد في تمويله على المنحة “الهزيلة” المجالس الجماعية ، إضافة إلى انخراطات المستفيدات والمستفيدين، بعد تخلي المجلس الإقليمي لسيدي إفني عن دوره في دعم ومواكبة الجمعيات المسيرة لمرفق النقل المدرسي بالإقليم.
كانت المناسبة هي مراسلة 03 جمعيات (جمعية أساي للنقل المدرســي تغيرت، جمعية تنمل للنقل المدرســي بوطروش، جمعية سبت النابور للنقل المدرســي) كل من عامل إقليم سيدي إفني ورئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني حول مآل الدعم المالي لسنتي 2021 و2022، ويطالبون عامل الإقليم بالتدخل لدى المجلس الإقليمي لسيدي إفني، كما يطالبون هذا الأخير بضرورة التعجيل بصرف المنح لسنتي 2021، و2022 لفائدة الجمعيات، ضماناً للسير العادي والمريح لمرافق النقل المدرسي.
كل هذه الرسائل المسبقة وما تلاه من تنبيهات ومراسلات، لم يتم التفاعل معها، وتم التفاعل مع إعلان جمعية مغلوبة على أمرها، أعلنت توقفها وبينت الأسباب الداعية إلى ذلك، والتي تتمثل أساساً في وضعية الطريق، وغياب دعم المجلس الإقليمي، ناهيك عن الارتفاع سعر الكازوال، وعدم دعم مرفق النقل المدرسي على غرار باقي المرافق كسيارات الأجرة وحافلات النقل العمومي والحضري وغيرها، لا لشيء إلا أن التعليم لا يأتي من أولويات هذه الحكومة كباقي الحكومات المتعاقبة.
جمعية تنمل للنقل المدرسي لجماعة بوطروش هي الأولى، وكما يُقال لأهل القبور، “أنتم السابقون ونحن اللاحقون”، فجمعية تنمل للنقل المدرسي هي السباقة بإعلان “إقبارها” و”إفلاسها”، لكن الآخرون سيلتحقون بها تباعاً، ما لم تتدخل السلطات الإقليمية التي بقيت متفرجة في وضع “كارثي” سيؤدي لا محالة إلى ما لا تُحمد عقباه.
للإطلاع على تفاصيل أخرى حول النقل المدرسي (إضغط هنا).
يكتبه: سعيد الكرتاح “تغيرت نيوز”
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=45425