إذا كان المسؤولين اليوم في هذه الأزمة وفي الحجر الصحي يأكلون ما لذ وطاب من المأكولات هم وأبنائهم، ففقراء الوطن يعيشون فقط بـ”شْفْنْجْ” والشاي لا غير، والدليل على ذلك أن كل المساعدات التي يـُقدمها لهم بعض الأشخاص الميسورين وبعض الجمعيات ومؤسسات الدولة الأخرى، لا تتكون إلا من الدقيق والزيت والسكر والشاي.
هذه المكونات الأربعة، لا يمكن أن تـُعطينا إلا “شْفْنْجْ وأتاي” للأسف، وأنا أكتب هذه المقالة، أتخيل هنا أرملة لا عمل ولا مُعيل لها، ولها أبناء، كما أتخيل رب أسرة له أبناء وتوقف عن العمل بسبب هذه الجائحة، وحصل على بعض القفف في إطار المساعدات الانسانية، كلها دقيق وزيت وسكر وشاي، كيف ستكون كل وجباته وهو مـُغلق عليه في حجره الصحي وعائلته بالكامل.
ألم يحن الوقت بعد بجهة كلميم واد نون عموماً وقرى إقليم سيدي إفني بالخصوص أن يظهر بهما مُحسن يُساهم للأسر المعوزة بقفف مكونة من اللحوم الحمراء والفواكه والغاز ومصاريف الماء والكهرباء والأدوية، ومصاريف التطبيب والاتصالات، وذلك في إطار تكافؤ الفرص بين القفف؟.
تخيلوا معي أسرة فقيرة اليوم مكونة من 04 أفراد أو 05 ويتوفرون على 06 أكياس من الدقيق على وشك انتهاء صلاحيته، ولم يتوفروا على ما يقتني به ربع كلغ من اللحوم، ولا يتوفروا على ما يقتنو به قنية غاز من الحجم الصغير، فما بالك بالحجم الكبير، وإن كان في أسرتهم مريض يحتاج العلاج باستمرار واقتناء الأدوية فحدث ولا حرج.
عدد من الأسر اليوم في زمان “كورونا” وأكذوبة التعليم “عن بُـعد” تـُعاني مع شركات الاتصالات التي استغلت الظرفية. وهذه الأسر تحتاج إلى بطائق تعبئة بكثرة قصد مواكبة أبنائها لدروسهم في مجموعات عبر مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي “فايسبوك” و”واتساب” التي أنشأها بعض الأساتـذة، ولم تجـد من يدفع لها ثمن “تعبئة” واحدة.
كثير من الأسر اليوم سواء الأرامل منها أو المطلقات ولها أبناء وأرباب الأسر توقفوا عن العمل لم يجدوا ما يؤدون به واجبات استهلاك الماء والكهرباء، وفي المساعدات يـُقدم لهم الدقيق والسكـر والزيت، كأن المعيشة الإنسانية مرتبطة فقط بالدقيق والسكر والشاي والزيت. وأين هي باقي الأساسيات ووزارة الصحة تنصح المغاربة بالتغذية المتوازنة؟.
لهذا أقول وأكرر، أن أي مساعدة قُدمت للفقراء والمعوزين في أزمة “كورونا” ليست نقداً، فهي ليست في سبيل الله والله أعلم، وإنما لحاجة في نفس يعقوب، وأتسأل لماذا يـُقَدَّم الدقيق في المساعدات ولم تـُقدم النقود؟، هل لأن كيس من الدقيق يظهر أثناء التصوير بدل ظرف مغلق يحتوي على نقود، حتى أن التقطت له صورة لن يعلم أحداً ما بداخله؟.
لذا، على السلطات العمومية كما اتخذت مجموعة من الإجراءات الاحترازية والوقائية وأصدرت بلاغات وقرارات صارمة لمحاربة هذه الجائحة، عليها أن تتخذ قرارات أخرى أكثر صرامة في هذا الشأن، وذلك لضمان تكافؤ “التغذية” بين أبنـاء الشعب، فليـس وحده الدقيـق هو المساعدة. فلـن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون كما جاء في القرآن، وما يحبه المرء هو “”لفلوس” وبه وجب الإعلام
تغيرت نيوز / الافتتاحية
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=43754