الرئيسية » الافتتـاحيـة »

هل خـانت المجالس المنتخبة ساكنتها في أزمـة “كورونا”؟

سعيد الكرتاح: تغيرت نيوز

تـوصل مـوقع تغيرت نيوز بمجموعة من البيانات والبلاغات والتدوينات، من مختلف المجالس المنتخبة بجهة كلميم واد نون عموماً وإقليم سيدي إفني بالخصوص، ومن طرف عدد من رؤساء وأعضاء هذه المجالس، أهمها التبرعات بتعويضات أعضاء هذه المجالس لفائدة صندوق مكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) المستجد بالمغرب، بعض هذه البيانات نشرتها تغيرت نيوز وبعضها لم تـُنشر.

منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، وقبلها توقف الدراسة ومنح التجمعات العمومية، وإغلاق بعض المرافق، أنتظر من هذه الجماعات الترابية عقد دوراتها الاستثنائية العاجلة لتحويل بعض الاعتمادات من فصل إلى آخر قصد مساعدة المحتاجين والمعوزين والأرامل. لكن لم أرى ذلك في أرض الواقع، ولم أتوصل ولو ببيان أو بلاغ واحد في هذا الشأن، والجميع لزم بيته إلا قليلاً، ويلومون السلطات العمومية حول كيفية توزيعها للدقيق المدعم، في وقت كان بإمكان هذه الجماعات توفير هذه المادة الحيوية بالمجان لسكانها.

حتى بعد ترخيص المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، لرؤساء الجماعات الترابية بإجراء التحويلات المالية اللازمة في ميزانياتها باتفاق مع الولاة والعمال، لمكافحة وباء كورونا دون الرجوع إلى دورات المجالس، لم يـبادر أي مجلس إلى حد الآن تفعيل هذه المبادرة، علماً أن هذه المجالس كلها خصصت ميزانية كبيرة لعدد من القضايا التي لا يـُمكن تنفيذها في هذه السنة كالاحتفالات والمهرجانات والتغذية والإقامة وغيرها.

وأنا أناقش رجل سلطة إدارية بإقليم سيدي إفني حول كيفية تدبير السلطة المحلية لعملية توزيع الدقيق المدعم في ظل هذه الأزمة، تفاجأت حين أكد لي أنه يتلقى اتصالات هاتفية من بعض الأعضاء يـُطالبونه بتخصيص 100 كيس من الدقيق المدعم لدائرته الانتخابية فقط، محاولاً استغلالها والركوب على هذه الأزمة لأغراض انتخابوية، في وقت له كامل الصلاحية مع باقي أعضاء مجلسه الجماعي توفير الدقيق لجميع الأسر بالمجان، بما في ذلك الأسر الميسورة.

ما الذي منع أو يمنع الآن المجالس المنتخبة محلياً، إقليمياً، جهوياً، تحويل اعتمادات الميزانية من فصول لسنا بحاجة إليها الآن، كتنقل الرئيس والأعضاء خارج الوطن مثلاً، والأخرى المخصصة للحفلات والمهرجانات والتغذية والإقامة والتشجير وغيرها لدعم ساكنة الجماعة، لا سيما المعوزين منهم بالدقيق والمواد الغذائية عموماً، والتكفل بأداء فواتير الكهرباء والماء وغيرها من الضروريات، حتى يشعر المواطن أن جماعاته فعلاً جماعة مواطنة.

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك