الجميع يتذكر كيف تتحرك الأحزاب السياسية بالمغرب عموماً وإمجاض وإقليم سيدي إفني بالخصوص في الحملات الانتخابية وكيف تتواصل مع المواطنين البسطاء، وكيف تجول سياراتهم المراكز القروية والدواوير المهمشة يدعون الساكنة إلى الانخراط بكثافة في العملية السياسة والمشاركة الانتخابية.
وإذا بفيروس “كورونا” أظهر حقيقة هؤلاء ، رغم أن حقيقتهم ظهرت للعلن منذ استقلال المغرب إلى اليوم. واليوم يعرف المغرب أزمة ليس لها مثيل، وإمجاض جزء من هذا الوطن الذي يـُعاني من هذه الأزمة، ومعاناة ساكنة إمجاض ليست مع أزمة “كورونا”، وإنما أزمتهم و معاناتهم مع لوبيات الأسعار وتهاون السلطة و”موت” الأحزاب السياسية.
في “إمجاض” لمجرد أن تدخل محلاً تجارياً لبيع المواد الغذائية وتسأل عن كيس من الدقيق، إما أن يواجهك البائع بعبارة من العبارتين حسب من تكون، وحسب مستواك الاجتماعي أيضا، “الدقيق مكاينش” إن كان يعرف مسبقاً أنك إنسان واعي ومثقف لن تقبل له التلاعب بالأسعار، أو يواجهك بعبارة “دقيق كاين ولكن بـ200 درهم” إن كان يعرف أنك ستقبل الوضع مكرهاً ومجبراً.
لكن الأحزاب الذي عليها أن تنخرط في عملية توعية الساكنة من كل الجوانب المتعلقة بهذه الأزمة، فضلوا الصمت والتزام البيوت، سواء كتنظيمات حزبية وكجماعات محلية، تاركين الساكنة المغلوبة على أمرها تصارع الأزمة كمرض من جهة، ولوبيات الأسعار من جهات أخرى، ولم تسعى هذه الأحزاب والجماعات توفير مواد التعقيم، سواء النقل العمومي أو الساحات العمومية وغيرها.
السلطات المحلية هي الأخـرى لم تُكلف نفسها عناء الخروج إلى الشارع لمـراقبة الأسـعار، وتتجاهل هذه السلطة زيارة للدكاكين التي تـُخزن فيها المواد الغذائية، لا سيما الدقيق المدعم والغير المدعم، ما يـُساهم في ارتفاع الأسعار نتيجة غياب للمراقبة.
السلطة بكل اختصاصاتها .. الأحزاب السياسية .. الجماعات المحلية .. بعض التجار … تحملوا مسؤولياتكم أمام الله وأمام التاريخ ..
تغيرت نيوز / الافتتاحية
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=43459