الرئيسية » الافتتـاحيـة »

توقيف الدراسة وليس توقيف تجمعات التلاميذ … سيدي إفني نموذجاً

أحاول بين الفينة والأخرى أن أنخرط بشكل جدي مع بعض البلاغات التي تصدرها بعض المؤسسات الحكومية كإجراء احترازي لمواجهة “فيروس كورونا المستجد” بالمغرب، كبلاغات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، إلا أنني لا أستطيع إقناع نفسي بوجود هذا الفيروس أصلاً، كما “أضحك أحياناً” في صيغة هذه البلاغات التي تعكس ارتجالية بعض الوزارات في اتخاذ القرارات.

صُدر البلاغ الأول لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي، أول أمس الجمعة 13 مارس 2020، جاء فيه أن الدروس الحضورية ستعوض بدروس عن بعد، تسمح للتلاميذ والتلميذات والطلبة والمتدربين بالمكوث في منازلهم ومتابعة دراستهم عن بعد. وجاء في البلاغ الثاني ليوم أمس السبت، أن “الوزارة ستعمل على اتخاذ مجموعة من التدابير لأجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية والتحصيل الدراسي لجميع المتعلمات والمتعلمين، وذلك عن طريق موارد رقمية وسمعية بصرية، ستتم الاستفادة منها عبر المنصة الإلكترونية TelmideTICE وكذا القناة التلفزية الثقافية”.

لا أدري إن كان صاحب البلاغ أو من حرره يعيش حقاً في المغرب؟، وهل يعرف منـاطق قروية تابعة إدارياً للنفوذ الترابي لإقليم سيدي إفني؟، هذه المناطق التي لم تصلها بعد شبكتي الهاتف والأنترنيت في سنة 2020، وكيف سيتعلم التلميذ والتلميذة القرويين عن بعد، في ظل هذا الواقع المزري الذي يـُعانون منه، وفي ظل برامج تلفزية تافهة تـُساهم في تفشي “اللا وعي” لدى الناشئة كـ”للاهم لعروسة” ورشيدهم شو”، وهل يتوقع الوزير أن يشاهد التلاميذ القناة الرابعة بدل من للا لعروسة مثلاً.

أول أمس بعد الإعلان عن توقيف الدراسة، وحتى صباح يوم أمس السبت، لم ألتقي مع أي تلميذ يـُعبر عن خوفه من انتشار فيروس كورونا وأنه سيبقى في البيت إلى حين العودة المياه إلى مجاريها، بل عبروا عن سعادتهم لأنهم سيستفيدون من عطلـة سيستغـلونها في اللعـب والترفيـه ونسيان مشاكلهم مع الدراسة ومعاناتها، بالتالي فالتلاميذ سيـمنعون فقط من دخول قاعات الدروس، في المقابل سيجتمعـون في تجمعات أخرى ككرة الأقدام والأسواق وغيرها.

إن الحل الوحيد الذي سيـُساهم في الحد من انتشار هذا الفيروس، ليس فقط توقيف الدراسة، لأن التجمعات التلاميذية ستستـمر ولن تتوقف أبداً، خاصة في العالم القروي والأحياء الشعبية في المدن، نتيجة مجتمع غير واعي بخطورة المرحلة، سواء التلاميذ والتلميذات وكذا آبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم ، فالحل هو “القمع المخزني” الذي ترعرعنا تحت إشرافه، وذلك بفرض حضر التجوال لا سيما على التلاميذ والتلميذات القاصرين.

لماذا؟، لأن الذي ساهم بفعل إعلام تافه في “تكليخ” الشعب، (مع كامل الاعتـذار في استعمال هـذه العبـارة)، لا يمكنـه تغيير الواقع بالوعي بنفس الإعـلام التافه، لأن الشعب كان وإلى أمس قبل صدور البلاغـات ينتظر توقيف الدراسة من أجل اللعب والسفر، وليس من أجل الحـد من انتشار الفيروس.

تغيرت نيوز / الافتتاحية

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك