الرئيسية » الافتتـاحيـة »

منظر … مألوف ومؤلم‏

 

شاهدتُ يوم أمس الأربعاء 15 يناير 2020 على منظر مؤلم، وإن كان مألوفاً في المغرب الغير النافع. وأنا أمام مقر قيادة تغيرت إقليم سيدي إفني، شاهدت رفقة بعض الأصدقاء 05 أستاذات من نساء التعليم الابتدائي بجماعة تغيرت، والساعة تشير إلى حوالي الرابعة مساء، ينتظرن من يقلهن إلى مقر عملهن بمنطقة تازروالت، (تامكرط، إيسكيوار) التابعين للنفوذ الترابي لجماعة تغيرت إقليم سيدي إفني.

الأستاذات لم يجدن من يقلهن سوى سيارة لنقل البضائع (بيكوب)، وسأفتح هنا قوس لأوجه الشكر لصاحب تلك السيارة الذي قدم  خدمة النقل العمومي لهن في غياب تام لوسائل النقل العمومي إلى تلك المنطقة، نتيجة عدم توفرها على طريق معبدة، وأغلق القوس هنا، لأقول أنهن لم يجدن من يقلهن سوى سيارة لنقل البضائع (بيكوب).

تلك الـ”بيكوب” المملؤة عن آخرها بأكياس من التبن، سمحت للأستاذات بالصعود والجلوس فوق تلك الأكياس. وإذ كُنْتُ أتألم عندما أشاهد عاملات في الضيعات الفلاحية يتم تكديسهن في سيارات نقل البضائع من وإلى مقر عملهن، كيف لا يتألم من يرى نساء التعليم اللواتي يعملن من أجل تربية وتعليم أجيال الغد، تـُداس كرامتهن، حين يتم تكديسهن في سيارة لنقل البضائع مع أكياس التبن؟.

جميع المؤسسات العمومية يتوفرن على سيارات المصلحة، جماعات ترابية محلية وإقليمية وجهوية، قيادات، الدرك الملكي، العمالات والأقاليم،  وغيرها، وحدها المؤسسات التعليمية لا يتوفرن على سيارات المصلحة، لاستغلالها من طرف رجال ونساء التعليم، سواء في التنقل بين الفرعيات البعيدة عن المركزية، نموذجاً فرعيات “تيحونا إكليفن”، و”إيسكيوار” و”تمكرط” وغيرها من الخدمات.

الفرعيات الثلاث، التابعة لمركزية مجموعة مدارس المعري، يبعدن بعشرات الكيلومترات عن المركزية الموجودة بمركز الجماعة، ناهيك عن انعدام الطريق المعبدة ووسائل النقل العمومي، ما يدفع بالأساتذة والأستاذات بهذه الفرعيات للتنقل عبر سيارات نقل البضائع والبهائم، وعبر شاحنات لنقل الرمال، ويـُطرح السؤال: ألا يستحقون سيارة المصلحة؟ وأين هي كرامة الأستاذة والأستاذ؟.

تغيرت نيوز / الافتتاحية

مشاركة الخبر مع أصدقائك

تعليقان 2

  1. س: 2020/01/16 1

    الله يصاوب لينا إيوا راه ماكانش عندنا بديل وهاد العمل راه رابحين فيه غير الأجر مع دوك الأبرياء لي كنقريو

  2. سليمان: 2020/01/16 2

    كلام في الصميم!
    لماذا لا يتم إعتبار رجال ونساء التعليم في المجال القروي “جنودا وجنديات” وتتكفل سيارات المصالح (جماعات، درك، جيش…) بتوصيلهم إلى المدارس الفرعية النائية، أوليس في مثل هذا الأمر خدمة للمصلحة العليا للوطن؟

أكتب تعليقك