يقـول المثل “الصمت علامة الرضى”، لكن هـذا المثل ينطبق في بعض الأحيان وحسب بعض المواقف والقضايا فقط. والصمتُ لـن يكون علامة للرضى أحياناً، ففي كثير من الأحيان والقضايا ما “يصمت” الإنسانُ إما تجنباً للمشاكل، أو خـجلاً من إبداء الرأي بسبب الحياء، وقد يكون الصمت أو السكـوت في أحيان أخرى علامة الرفض. والغير مفهوم الآن، هو صُمت 10 أعضاء من المجلس الجماعي لجماعة تغيرت إقليم سيدي إفني من أصل 13 عضواً المزاولين لمهامهم بخصوص إعلان رئيس الجماعة عن عروض أثمان رقم 11/2019/م.ج، المتعلقة بأشغال بناء وتعبيد المسلك الطرقي الرابط بين مركز جماعة تغيرت ودوار أفا إنفلاس عبر دوار أنامر وإمهزال بميزانية 150 مليون سنتيم من ميزانية الجماعة (الاعتمادات المنقولة لسنة 2018).
باستثناء لحسن مماد كاتب مجلس جماعة تغيرت الذي خرج عن صمته مؤكداً علمه السابق بالصفقة إلى جانب أعضاء كُثر من المجلس وفق تعبيره لم يسميهم، وكذا كلتومة المحي، عضو المجلس ورئيسة لجنة المرافق العمومية والخدمات، التي خرجت عن صمتها هي الأخرى وأكدت أنها ليست على علم بالصفقة، ولم تُخْبَرُ بها من طرف رئيس المجلس. باقي الأعضاء الـ10 الآخرين، في حديثهم “السرية” مع ساكنة دوائرهم الانتخابية يؤكدون أنهم ليسوا على علم بالصفقة، وأن دوائرهم الانتخابية أولى بتلك الميزانية، غير أنهم في خطابهم الرسمي تـُجاه رئيس الجماعة يـختلف تماماً وبمليون درجة مع الخطاب الموجه للناخبين، وعُقدت مجموعة من الاجتماعات “السرية” بين مجموعة منهم بكل من أكادير وتيزنيت في انتظار المستجدات.
هؤلاء الأعضاء الصامتون يناقشون ما يـُناقشه الرأي العام أيضاً، أن الجماعة لم تقم بفك العزلة عن مجموعة من الدواوير، ولم يتم تهيئة مسالكها بعد، نذكر منها على سبيل المثال الطريق الرابطة بين الطريق الجهوية 108 ودوار أفا إكرامن، والطريق الرابطة بين الطريق الإقليمية 1916 وأفاندلحاج عبر إدلحسن أوعمار، والطريق الرابطة بين دوار تيحونا إكليفن وطريق جماعة سيدي أحمد أو موسى، والطريق المؤدية إلى دوار ويسوسان، والطريق الرابطة بين الطريق الجهوية 108 ودوار بوهريا، والطريق الرابطة بين مركز جماعة تغيرت ودوار تركانت عبر دوار إدباها أوعلي، والطريق الرابطة بين مركز جماعة تغيرت ودوار إدباسعيد عبر إفرض وتوسكيرت، وغيرها كثير من الطرق لا يسع المجال لذكرها، لكثرتها ولشساعة مساحة الجماعة، منها طريق تمت تهيئتها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و ANDZOA منذ سنة 2009 ولم يتم تعبيدها لحد الآن، مساحتها تقدر بـ08 كلم الربطة بين مركز جماعة تغيرت ودوار تيفونرا مرورا عبر 09 دواوير أخرى، علماً أن أغلب هذه الطرق يتضمنها برنامج عمل الجماعة.
السادة الأعضاء الـ10، لم يستطيعوا أن يقولوا كلمة حق، أن الصفقة تمت دون عقد أي اتفاقية شراكة لبناء وتعبيد هذه الطريق وفق ما ينص عليه الباب الثالث المتعلق بالاختصاصات المشتركة من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات الترابية، لا سيما المادتين 87 و88 من نفس القانون، كون بناء وصيانة الطرق والمسالك الجماعية، يدخل ضمن الاختصاصات المشتركة بين الجماعة الترابية وبين الدولة، وليس ضمن اختصاصاتها الذاتية. علماً أن هذه الطريق التي يسعى الرئيس تهيئتها وتعبيدها من ميزانية الجماعة لم تدخل ضمن الأولويات، حيث تم تهيئتها فقط قبل سنتين من الآن في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بعد أن صادقت اللجنة المحلية للتنمية البشرية على تحويل اعتمادات تـُقدر بـ 76 مليون سنتيم خُصصت في الولاية السابقة لبناء دار الشباب، وبُنيت بها هذه الطريق.
تغيرت نيوز / الافتتاحية
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=42364