خَلَقَ “التضامن” مع التلميذة، ضحية “لْحْلُّوفْ” بالجـماعة الترابية إبضر إقليم سيدي إفني، صراعاً بين مجموعة من الأفراد خلال نقاش عرفتـه مجموعة من مجموعات تطبيق التواصل الاجتماعي واتساب، حيث يرى البعض أن الضحية وعائلتها يحتاجون إلى دعم مالـي تضامناً معهم، ويرى الآخرون ذلك مجرد استرزاق بمعاناة تلميذة، تعرضت لهجوم شرس من طرف حيوان غابوي، ولا يـُمكن لأي يـُقدم لها أيةُ إضافة.
لن تكون هذه القضية سوى “نزوة نضال” عابرة، كباقي النضالات السابقة التي لا تتجاوز فضاءات التواصل الاجتماعي، في غياب تام لأي جمعية مدنية أو حقوقية بالمنطقة استطاعت أن تتبنى هذا الملف مادياً ومعنوياً وحقوقياً لمواجهة الدولة في شخص مؤسسة المياه والغابات، وهو ما يعـلمه جيداً أولائك الذين اعتبروا الأمر مجرد قضية لاسترزاق البعض، وليست نضال حقيقي.
لا يـُمـكن لأي كان أن يفرض وصيتَه على الآخرين، لكن مـن حق البعـض أن يتخوف من استغلال العائلة لتكون ضحية “استرزاق” بعد أن كانت ضحية ” لْحْلُّوفْ”، لأن العائلة بالفعل تحتاجُ إلى من يقف إلى جانبها حقوقياً وليس فقط مادياً، وتحتاج إلى هيئة حقوقية لرفع دعوى قضائية ضد الدولة في شخص مؤسسة المياه والغابات وليس لفتح حساب بنكي لعائلتها لجمع الأموال لها.
هذه القضية يجب أن تأخـذ أبعاداً حقوقية سياسية محضة، والتضامن يجب أن يكونَ نحو هذا الأمر ولـيـس لجمع الأموال. لا بأس بالتضامن مادياً مع العائلة إن اقتضي الأمر ذلك، لكن أن لا يقتصر فقط على هذا الجانب، لأن السـؤال المطروح ماذا يفعل “لْحْلُّوفْ” بدوار إدبلقاس بجماعة إبضر وقرب مؤسسة تعليمية ابتدائية؟ هل الساكنة وسط الغابة؟ أم الغابة وسط الساكنة؟.
ما يحز في النفس، وجود أزيد من 300 جمعية مدنية بإمجاض، ولا جمعية واحدة استطاعت إصدار ولو بيان استنكاري، لا سيما جمعيات المجتمع المدني بجماعة إبضر المعينة بالحادث، وكذا الجمعيات ذات الصبغة الحقوقية، ما يعني أن الجمعيات مجرد جمعيات “استرزاقية” هي الأخرى إلا من رحم ربي، وأسطر بالخط العريض على هذا الاستثناء، كي لا نـُعمم.
إن مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها كالواتساب، هي مجرد تطبيقات ومواقع للتواصل الافتراضي قصد الخروج منها إلى أرض الواقع، وليس من أجل النضال، لأن النضال الافتراضي لم يُخف أحد ممن يـُسيرون زمام أمور البلاد والعباد، واعلموا جيداً أن قضية تلميذة ضحية لْحْلُّوفْ بدوار إدبلقاس ستكون كباقي القضايا، “غِيرْ الله يْشَافِيهَا وْعْلَى سْلَامْتْهَا القضية خْرْجَاتْ هَاكَّا مَاشِي كْـثـْرْ”.
تغيرت نيوز / الافتتاحية
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=42202