الرئيسية » الافتتـاحيـة »

من لم يـُناضل بمناسبة عيد الأضحى لن تُقبل منه شكاية بعده

من كان يتابع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قبل حلول مناسبة عيد الأضحى المبارك 1440/2019، سيعتقد أن توافد الشباب المهاجرين إلى المنطقة، سيخلق ثورة كبيرة لمحاربة الفساد الذي عشعش في المنطقة كثيراً، وقد يظن أن تواجد الآلاف من البشر الذين أتوا من كل فج عميق إلى بلدتهم  لقضاء عطلة عيد الأضحى في قريتهم المنكوبة، سيعملون على ترجمة جزء بسيط من منشوراتهم الفايسبوكية إلى حقيقة على أرض الواقع، لم لا ترجمة ولو 05 % فقط من تدويناتهم إلى أفعال، لكن، هيهات هيهات، لا شيء سوى “الشفوي المكتوب” في الصفحات الزرقاء.

كل ما تم ترجمته إلى أرضي الواقع من طرف هؤلاء القادمين من مختلف المناطق والمدن لقضاء عطلتهم، ومعهم الأغلبية المحلية، هو تنظيم دوريات لكرة القدم في بعض المساحات البورية، في غياب تام للمرافق الرياضية بالجماعات الترابية التابعة لإقليم سيدي إفني عموماً، وبجماعات إمجاض ودائرة لاخصاص بالخصوص، والشيء الآخر الذي تم ترجمته إلى الحقيقة على أرض الواقع هو المشاركة في “أحواش” هنا هناك، من إمجاض إلى أداي أيت حربيل، مروراً إلى أيت وافقا وقبائل أخرى حققت فيها التنمية قفزة نوعية.

استوقفتني هنا تدوينة الأستاذ إسماعيل أكنكو المعنونة بـ” بروز لهضرت في غياب الصحات”، الذي أشار في فيها إلى “أنه في الوقت الذي ينشغل فيه شباب إمجاض بدوريات كرة القدم، وأحواش، يتم اغتصاب حق الساكنة في التنمية. حيث لا حديث عن طريق 1919 الذي أصبح كارثة وأصبح “إعوريض” بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. حتى من الطريق الإقليمية 1916 الذي انطلق أشغال شطره الأول منذ مدة بين لاخصاص وإفني، هناك حديث عن تجزئ الشطر الثاني الذي يشق أيت الرخا وإمجاض وصولاً إلى أيت وفقا عبر ثلاث مراحل، مع انعدام أي ضمانة لإتمامه إذا تم تجزئته”. وختم تدوينته بعبارة  “مع الأسف الشديد النخب غائبة، والشباب تائه بين “تاكُورت ولهضرت في غياب لصاحت”.

الطريقين اللتان أشار إليها إسماعيل في تدوينته، كانت موضوع استنكار واستهجان لشباب المنطقة، وأغلبهم إن لم نقول نسبة كبيرة بـ80 إلى 90 في 100 منهم، يتوفرون على سياراتهم الخاصة، أو سيارات الكراء، ويمرون في هاتين الطريقتين بشكل يومي، ولا أحد حرك ساكناً، كل ما قد يفعلون هو التقاط الصور لهذا الطريق، مع الاحتفاظ بها إلى حين عودتهم من حيث أتوا، وستنطلق من جديد الاستنكارات الفايسبوكية، ويُهاجمون المنتخبين والجهات المسؤولية وينتقدونهم بحجة أنهم لم يقوموا بواجبهم كما ينبغي، وهم أنفسهم لم يـستغلوا فرصة تواجدهم ببلدتهم للنضال والدفاع عن حق من حقوقهم المشروعة.

إذا كانت تذكرة الحافلة تذكرنا دائماً أن “من لم يحضر في وقت السفر لن تقبل منه شكاية”، فإقليم سيدي إفني وجهة كلميم واد نون عموماً، وإمجاض وجماعات دائرة لاخصاص بالخصوص، يذكروننا دائماً أنه “من لن يناضل بمناسبة عيد الأضحى حيث الجميع يتواجدون في بلدتهم، فلن تُقبل منهم شكاية بعد العيد عبر صفحات الفايسبوك”.

سعيد الكرتاح: تغيرت نيوز / الافتتاحية

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك