“مصادر جد مطلعة: قريباً عمالة تافروات وستضم في تقسيمها الإداري جماعتين من إمجاض إقليم سيدي إفني” … بهذه العبارة، زلزل إبراهيم بوليد، رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك لنشطاء من ساكنة إمجاض، في إشارة منه إلى أن جماعتين من قبيلة إمجاض سيُفرض عليهما الالتحاق بعمالة جديدة ستُحدث بمدينة “تافراوت” إقليم تيزنيت حالياً.
أتذكر في السنوات الماضية، في إحدى الذكريات السنوية (فاتح أبريل للكذب)، حينما نشر موقع تغيرت نيوز الإلكتروني خبراً في فاتح أبريل حول “إمجاض”، مفاده أنه سيتم إلحاقها بإقليم تافراوت، والذي ثم إزالته فيما بعد، كونه “كذبة أبريل” لا أقل ولا أكثر، والذي تحول بعد ذلك إلى إشاعة، ثم إلى إشاعة أقرب إلى الحقيقة، نشر بخصوصه موقع تغيرت نيوز الكثير من المقالات، لا سيما سنة 2014، آخرها موضوع بعنوان: “عمالة تافراوت ودرس جديد لساكنة إمجاض والفاعلين الجمعويين”.
غير أنه لا أحد أنذاك اهتم بما نشرناه، وإن تطرقنا فيه لمجموعة من النقط المهمة والتي كانت ستكون موضوع قوة واتحاد للساكنة، غير أن لا أحد يـُبالي، أبرز هذه النقط، قول هذه الجريدة أنذاك، أن “إلحاق إمجاض بجماعاته الخمس إلى عمالة تافراوت المرتقبة إحداثها، هو استجابة لذوي النفوذ من النخب السياسية والاقتصادية بالمنطقة، بل إن العمالة الجديدة المرتقبة بـتافراوت ستنضم إليها جماعة أنفك وإدماجها مع جماعة إبضر لتكون جماعة واحدة تحت نفوذ تراب عمالة تافروات”.
وأشرنا أنذاك، وفي ذلك الزمان الذي تجاهل فيه المجتمع المدني ما كما نُدونُه، أن إلحاق جماعتي أنفك وإبضر بعمالة تافراوت، سيوازيه إلحاق جماعة سبت النابور بقيادة أيت الرخا، مع إبقاء جماعتي بوطروش وتغيرت وحدهما بقيادة تيغيرت، ما يعني أن الثانوية التأهيلية، والمستشفى القرب بمركز تغيرت ودائرة تغيرت في مهب الريح. لتكون بذلك تغيرت بدون مستشفى للقرب وبدون ثانوية تأهيلية وبدون دائرة، وبدون مكتب وطني للكهرباء وغيرها من المصالح والإدارات التي هي بحاجة الساكنة إليها.
الحمد لله أن الثانوية التأهيلية أعطيت انطلاقتها، والحمد لله أن مستشفى القرب سيكون من نصيب جماعة لاخصاص، أما دائرة تغيرت ستكون حلم لم يـُكتب له يتحقق، لأن الحالمين لم يستيقظوا بعد من نومهم، فقد باغتهم ملك الموت، ومات لهم الضمير وليس الأروح، بالتالي، فـ”المخزن” بعد أن أخرج إمجاض من سوس وإلحاقهم بالصحراء وهم “سْوَاسَة” وليس “صحراويين”، ها هو الآن يسعى إلى تشتيت القبيلة بين عمالتين، واحدة تنتمي لجهة من جهات الصحراء، وأخرى تنتمي إلى سوس.
الآن، خرج العديد من الفاعلين بتدوينات استنكارية عبر صفحات مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، ليس ضد إلحاق إمجاض بعمالة تافروات، وإنما ضد إلحاق جزء من هذه القبيلة إلى عمالة تافراوت المرتقبة، واستهزأ الجميع في تلك التعليقات والتدوينات من ساكنة إمجاض “الذين لم يـُحركوا ساكناً”، كأن الأمر لا يعني المنتقدين والمستهزئين، وهناك من اقتراح برامج نضالية ضد هذا التشتت، وتأسيس تنسيقية موحدة للدفاع عن وحدة القبيلة، لكن هذا الأمر مستبعد جداً، لأن ساكنة هذه القبيلة لا يجتمعون ولا يتحدون إلا في “أحواش”.
ما ختمت به جريدة تغيرت نيوز المقال السابق تحت عنوان: “عمالة تافراوت ودرس جديد لساكنة إمجاض والفاعلين الجمعويين” بتاريخ 01 يونيو 2014، أي قبل 05 سنوات من الآن، ستختتم به هذه المقالة أيضا المنشورة تحت عنوان: “عمالة إقليم تافروات … إشاعة قبل 05 سنوات قد تتحول إلى حقيقة”، وهو أن قرار الداخلية بإحداث عمالة تافراوت وتشتيت إمجاض وتقسيمها إلى أجزاء عار على جبين الفاعلين الجمعويين والسياسيين والمنتخبين الذين ضربوا “الطم” كما فعلوا سنة 2009. إذ لم تستطيع إلى هذه اللحظة أية جمعية أو كتابة محلية لحزب سياسي بالمنطقة أو مجلس منتخب أن يدقوا ناقوس الخطر بخصوص هذه الإشاعة التي قد تتحول إلى حقيقة في يوم من الأيام، لكن ربما الاستفادة من الريع الاقتصادي والسياسي والجمعوي هو سبب صمت كل هذه الأطراف.
سعيد الكرتاح: تغيرت نيوز
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=40974