الرئيسية » الافتتـاحيـة »

سيدي افني تحتضنُ مهرجاناً للتعزية

احتضنت مدينة سيدي افني طيلة الأيام  الممتدة بين 29 يونيو و04 يوليوز من السنة الجارية (2019) مهرجانًا نظمه المجلس الإقليمي وجماعة سيدي إفني بشراكة مع عمالة الإقليم، وخُصصت 140 مليون سنتيم للمهرجان عبر ميزانية خاصة تأتي من الداخلية إلى المجلس الإقليمي معدة  لهذا الغرض الفني والثقافي.

 المهرجان سُمي بمهرجان “سيدي إفني للثقافة والفن”، قبل ذلك سمي بـ”قوافل” وثم استبدال جمعية بأخرى لأسباب معروفة، ويأتي هذا الحدث في ذكرى تسليم إفني للمغرب بموجب اتفاقية فاس 1969 بناءً على معاهدة تطوان 1860،  خاصة البند الثامن من المعاهدة.

تخليد هذه الذكرى السنوية دأبت عليه الساكنة منذ التسليم، ومن 2009 بادرت جمعية مدنية تدعى “منتدى إفني آيت بعمران للتنمية والتواصل” بتنظيم  “مهرجان قوافل” تحت الرعاية السامية للملك ووفق ميزانيات كبيرة جداً، وتشرف على أروقة خاصة بالمعارض والمكان المخصص الفروسية …  ودورة هذا العام سحب البساط من هذا التنظيم لأسباب مالية وأخرى متعلقة بالحكامة أساساً، بالإضافة إلى بعض الاختلالات.

وقبل الإعلان عن نسخة هذا العام، لقي ستة أشخاص مصرعهم في مياه محيط سيدي إفني بسبب انقلاب قارب ينقل حوالي 42  مهاجراً سرياً، بينهم امرأة ورضيعها، ونجا نحوُ 36 آخرين بأعجوبة، كان ذلك الخميس الماضي، بمنطقة بومرسال بالقرب من ميناء سيدي إفني، والذي كان يقلهم في اتجاه إسبانيا، هرباً من البطالة التي تفشت في أوساط شباب المنطقة. في ذات الوقت تفضلت السلطات الإقليمية بمراقبة تقدم أشغال التهيئة للاحتفالات بالذكرى الخمسينية .

مفارقة عجيبة وغريبة لدى مسؤولي لا تتمثل في إعلان حداد على أرواح الشهداء قوارب الكرامة الإنسانية، ولا في تقديم واجب العزاء لعائلاتهم، بل تجاوز ذلك وتحول إلى احتقار لأرواحهم، وتمزيق لمشاعر  أهاليهم، فلا يعقل مدينة صغيرة اهتزت  على وقع حدث أليم وبعده بأيام قليلة تحتضن مهرجاناً في مشهد  مقزًزٍ يُظهر مدى استخفاف الدولة بمواطنيها.

عبد الله إفيس: تغيرت نيوز

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك