الرئيسية » أغراس أغراس » منبر الأحرار »

دفاعاً عن النقيب أوعمو .. رئيس جماعة تيزنيت السابق

تغيرت نيوز

عرفت الأستاذ عبد اللطيف أوعمو أواخر 2007، في نشاط سياسي بالمدينة، وأنا بالكاد أكملت السابعة عشر من عمري، أعجبتني فصاحة الرجل، وقوة كلماته، ورزانة تعابيره، أخذني الفضول إلى معرفة المزيد عن الرجل، وبدأت بالبحث والسؤال عن ذلك وقادني فضولي الى اكتشاف هامة علمية، مناضل فذ ووطني غيور، تسلق مراتب العلم منذ الصغر وراكم من التجربة ما أهله لسبر اغوار السياسة والأعمال، والحقوق أيضا، وتأتى له الانتساب إلى أحد أهم المهن الحقوقية الصعبة، مهنة المحاماة متمرنا، ورسميا ونقيبا، لما للنقيب من حمولة ودلالات قانونية وعرفية، ومكانتها في تقاليد وأعراف المهنة لدى أهل الاختصاص.

تكوين الأستاذ أوعمو السياسي، والتصاقه بقضايا وهموم الجماهير الشعبية، اكسبانه تعاطفا شعبيا وجماهيريا في وسطه ومحيطه، وكان له أن انخرط في أحد الأحزاب الوطنية الديمقراطية التقدمية، التي كانت محظورة في فترة من الفترات، ولعل تزامن التحاقه بحدث محاكمة خيرة مناضلي حزب التحرر والاشتراكية الزعيم علي يعته وغيرهم لخير مثال على نضاليته وعدم خضوعه لقواعد اللعب إذ ذاك، لم يكن الأستاذ أوعمو مجرد عضو عادي، بل كان دوما وسيظل أحد المنظرين لكثير من الأوراق والخطط والمقررات السياسية التي صاغها الحزب، وشفع له في ذلك تكوينه القانوني والحقوقي، كواحد من مؤسسي إحدى أعرق الجمعيات الحقوقية بالمغرب “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” وبعدها المنظمة المغربية، وغيرها من الجمعيات المدنية التي ساهمت ولا تزال في الفعل الحقوقي ببلانا والمدني بصفة عامة.

لم يكتفي الأستاذ أوعمو بالتفرغ لمكتبه المهني فحسب، ولم يجعل من ذلك منصبا انتهازيا، بل ظل دائما في مقدمة المدافعين عن المعتقلين السياسيين، وجل المناضلين، ولطالما يسجل اسمه في هيئة دفاع كافة المعتقلين، لاسيما من تكتسي ملفاتهم صبغة سياسية، وظل مساندا لمبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والنضال الديمقراطي من أجل بناء دولة الحق والقانون، ولم يقتصر نشاط أوعمو على ما سبق ذكره فحسب، بل أصر على اقتحام غمار تدبير الشأن العام من بوابة الانتخابات الجماعية والبرلمانية، والجهوية والغرفة الثانية أيضا، وفاز بثقة الناخبين في معارك حامية الوطيس وفي أكثر من مناسبة، وشهدت فترة ترأسه لبلدية تيزنيت عددا من البرامج والمشاريع التنموية، التي كان لها وقع إيجابي على المدينة تجاريا واقتصاديا، وحتى من الناحية البيئية، وساهمت حنكة وكاريزما الرجل في تنشيط المجال الثقافي والرياضي والفني بالمدينة وأصبحت تعج بالمراكز السوسيوثقافية ودور الشباب والثقافة، والقاعات الرياضية، وغيرها من المرافق التي لاتعد ولا تحصى فوائدها.

إن أسباب الدفاع هذا، هو ما يروج له البعض من مغالطات، وكتابات أقل ما يقال عنها أنها تفتقد للحد الأدنى من الاحترام وقواعد الاختلاف، غذَّاه ما أعقب لقاء أوعمو بتيزنيت حول سؤال الديمقراطية والمدينة، وصرف فيه مواقف قد نتفق معها وقد نختلف معها، وقد ننتقدها بالشكل الذي لا يمس التضحيات الجسام التي قدمها ولا يزال يقدمها الرجل، دفاعا عن المدينة وعن البلد بصفة عامة، هل أُذكر إخوان جامع المعتصم كيف انبرى الأستاذ أوعمو للدفاع عنه في مواجهة ما يسمونه “بالتحكم” وتسببوا في سجنه أشهرا ظلما وعدوانا، هل يتذكر إخوان بنكيران كيف أشاد أخوهم بالأستاذ أوعمو ووصفه بالرجل العفيف في مهرجان خطابي بتيزنيت، هل تتذكرون كيف كانت تيزنيت تسير من قبل لوبي العقار والتجزئات وكيف حارب الأستاذ كل أشكال الفساد والسلطوية والنهب التي كان يزكيها بعض المنتخبين، هل يعتبر الإخوان أن اختيار الأستاذ لرئاسة المجلس في 2003 كان بمباركة من السلطة لسواد أعين عبد اللطيف، ألم يكن ذلك اختيارا موفقا، وإلا فلماذا منحه الناخبون ضعف مقاعد البلدية سنة 2009، ألم تتحسن المدينة في عهد الرجل وظل الجميع بما فيهم أنتم يشيدون بتدبير الرجل ونزاهته بالرغم من كل النواقص؟

ألم يكن منطق التحالفات الوطنية هو من أهَّل الرجل لعضوية مجلس المستشارين، وحزبه هو من تلقى ولا يزال الضربات جراء تحالفه مع حزبكم؟، أو ليس المنطق يقتضي مناقشة ما طرحه الرجل على صعيد عمل الأغلبية المسيرة للمدينة ومناقشته والفصل فيه؟ عوض إطلاق اللسان لشيطنة الأستاذ أوعمو وهو الذي كان ملاكا لديكم حتى تكلم وفصل في الخطاب وعدد مكامن ضعفكم؟

كلا ما هكذا تورد الإبل يا إخوان، إن للأستاذ النقيب أوعمو مكانة ورفعة وهامة لن تنال منها أقلامكم مهما خطت من أحرف، ولن تنقص من قيمته أفواهكم مهما فاءت بكلام ولن يسقط من أعيننا مهما عددتم من تعابير وما اظهرته تقاسيم وجوهكم، وما اضمرته قلوبكم.

بطول العمر يا سيادة النقيب.

يكتبه: إسماعيل أكنكو

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك