“أوتجاجت”، لقب فني للفنان الموسيقي المغربي الأمازيغي “سعيد أوتجاجت”، نسبا إلى قبيلته “تجاجت”، راى النور ذات يوم سنة 1980 ميلادية بدوار إدهموا” جماعة “سبت النابو” قيادة “تغيرت” إقليم “سيدي إفني”، ترعرع وسط اسرة فنية من أب اسمه “عبد الله أوتجاجت”، الفنان الذي أعطى الكثير للأغنية المغربية الناطقة بالأمازيغية، والذي أسس للفن الغنائي الأمازيغي في السبعينيات من القرن الماضي، وفي هذا التقرير تتعرفون أكثر عن الفنان “سعيد أوتجاجت” ومسيرة حياته الفنية. (الجزء الأول).
إعداد: سعيد الكرتاح – تغيرت نيوز – سبت النابور
أوتجاجت .. فنان إجتماعي
“سعيد أوتجاجت”، فنان اجتماعي بامتياز، غنى للفقر والتهميش والجوع و التعليم والبطالة، كما غنى ولحن للسياسة والدين، كتب كلماته ولحنها عن الوضعية الإجتماعية المزية للمواطن المغربي الأمازيغي وعن ثقافته المهمشة وحقوقه الضائعة، ناذرا ما تجد في ألبوماته مواضيع غرامية ومواضيع الحب والعشق، احتراما لجمهوره وللشعب الأمازيغي المحافظ. عمل ولا زال يعمل من أجل إرضاء جمهوره في الأول والأخير، فأعماله لا تمس يوما مشاعر الجمهور الأمازيغي المحافظ.
الفنان الطفل .. الصمود والإصرار
في الـ12 من عمره، بدأ الفنان (الطفل) يتعلم آلة “لوطار” والده التي سكنت بيته، كان يحب الفنانين الأمازيغ ويستمع إلى أغانيهم الراقية والجميلة، بعد سنة قام الفنان بإصدار أول أعماله الفنية بإمكانية طفولية ذاتية، ورغم ضعف مستوى أدائه للعمل الفني الضعيف، إلا أنه أعطاه الرغبة في الإستمرار والصمود والإصرار، وبذلك سجل بأول شريط له تسلق به سلم الفن تدريجيا إلى أن بلغ قمة الفن الموسيقي الأمازيغي، فبدايته كانت هواية وعشق قبل أن تتحول إلى مهنة ومصدر عيش، فكيف حقا لإبن فنان أن لا يكون فنان، فهو من يدخل البيت ويخرج منها على الألات الموسيقية المتنوعة، فبالفضول تستهويه الأهواء لاستعمالها أحيانا في الخفاء خوفا من فضح أمره، ومن هناك انبثقت بداية فنان وانبثقت معه الهواية والطموح.
أحْبٍيبْ نْ تَسَا .. عنوان ألبوم فجأ الجميع
أصدر “سعيد أوتجاجت” أول ألبومه للأسواق الفنية وعمره لا يتعدى 13 سنة وفجأ به الجميع، فجأ عشاق الفن والفنانين، وما ميز العمل الفني الأول للفنان، أنه من كلماته وألحانه ومن عمله دون مساعدة بشر، لا أحد قدم له يد المساعدة سوى اليد الإلهية والموهبة الربانية، في ذات العمل إعترف الفنان (الطفل) بوجود نقص في الأداء الفني، إلا أن المحبين والهتمين يرون العكس نظرا لسنه الصغير الذي انتج فيه الألبوم، بل يرونه تحقيق شىء مهم لأمازيغ المغرب عموما ومنطقة سوس، وبالتحديد “تجاجت”، تلك المنطقة والمناطق الجنويبة حيث تتشابه اللغة الأمازيغية، كان الألبوم بعنوان “أَحْبٍيبْ نْ تَسَا، مْلاَدْ إٍسْكْ نْزْرَا، أُورَا كٍّيتْنْغْ إٍغْامْا”، سهر عليه لوحده وأنجزه بفضل مساعدة معنوية من أبيه الفنان دون غيره، أباه الذي قدمه لشركة إنتاج “صوت المعارف” التي أعلنت وفاتها في السنوات الماضية.
“الحلقة” … المدرسة المجانية
مر الفنان في مراحل عديدة قبل الوصول إلى مرحلة النجومية التي لا يعترف بها بفضل تواضعه أمام جمهوره، مر من المراحل التي يعتبرها مدرسة كل فنان أمازيغي حمل هموم الشعب الأمازيغي، إنها “الحلقة” أو “لـحْلْقْتْ” كما يسمونها، هي مدرسة مر منها “أوتجاجت” منذ طفولته كما مر منها عدد من الوجوه الفنية أخرى منهم غادرتنا إلى دار البقاء وتركوا بصماتهم في الفن والموسيقى الأمازيغيين، ومنهم من لا زال على قيد الحياة، هي مدرسة دعم بها قدراته الفنية وموهبته الشبابية بنفسه دون الإعتماد على الدولة المغربية التي يقول بأنها أهملته كما أهملت في السابق الفنان المغربي الأمازيغي، و”الحلقة” في نظره هي من تمنح للفنان تلك الجرأة الزائدة للوقوف أمام الجمهور في المنصات والمهرجانات، ودون المرور منها في غياب للمدارس المتخصصة في الفن يظهر الفنان مرتبكا في أدائه، هي مدرسة “أوتجاجت” التي تعلم منها تجربة المهنة، منها كشف خبايا الفن والحياة و أسرارهما.
يتبع …………….
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=36







