“أوتجاجت” لقب فني للفنان المغربي أمازيغي “سعيد المبارك” الذي أطلق صرخته الأولى للحياة سنة 1980 بـدوار “إدهموا” بـ”تجاجت” جماعة “سبت النابور” القروية ضواحي مدينة “تزنيت”، إبن الفنان المغربي “عبد الله أوتجاجت”، الذي أعطى الكثير للأغنية المغربية الناطقة بالأمازيغية، والذي أسس للفن الغنائي المغربي الأمازيغي في السبعينيات من القرن الماضي، وفي هذا الجزء الثاني تكتشفون جانبا آخر من الفنان “سعيد أوتجاجت”.
إعداد: سعيد الكَـرتاح –تغيرت نيوز- سبت النابور –
ألبومات تعاكس الواقع المأسوية
لا يرى الفنان “سعيد أوتجاجت” مانعا في سرد حكايته للصحفيين والجمهور ، فالماضي بالنسبة إليه مدرسة وامتحان، تجول في عدد من القبائل بسوس والحوز وفي كل فج عميق من المغرب النافع والغير النافع بين الطبقات الكادحة والمناطق النائية، ليس جمع الدراهم والتسول كما يعتقد البعض هاجسه الأول وإن كان ذلك مصدر لرزقه آنذاك، قدر كشفه لعدد من التقاليد والثقافات ولتعلم لهجات عدد من المناطق المغربية وعادات لأناس آخرين. أصبحت ألبوماته تعاكس وقائع تلك الأيام المأسوية إلى حكايات شعبية بالفن والموسيقي. فهو الذي لا يتهرب من الإجابة على أسئلة فنية أو شخصية لها علاقة بالماضي كما يفعل الآخرون ممن تنكروا للحقيقة التي أوصلتهم إلى قمم الفن والموسيقى الأمازيغية. بل يسير في درب فنانون يعتبرون من أعمدة الفن المغربي المحافظ والأصيل، كأستاذ الأغنية الأمازيغية الحاج “محمد الدمسيري” والفنان “المهدي بن مبارك” وآخرون ممن دونوا مسيرة حياتهم الاجتماعية والعاطفية وكل ما يتعلق بحياتهم الشخصية والعامة والعائلية في ألبوماتهم، وجعلوها مؤلفات صوتية تحتفظ بها الأجيال للتاريخ.
لْغْرْضْ أرْ إيسْكَـارْ إينَاغَانْ
عاش في طفولته وبدايته الفنية صعوبات تجاوزها بالصمود والإصرار، لأنه فنان يؤمن بأن الصعوبات في نهايتها تتحول إلى خيرات وبركات، ولن تصبح يوما عذاب قدر ما هي امتحانات وتجارب، فمن ثقافته أن كل من وصل إلى القمة كان يوما في الأسفل، ففي سنة 1998 حين سجل ألبوما بعنوان اجتماعي عريض “لْغْرْضْ أرْ إيسْكَـارْ إينَاغَانْ”، هناك أحس بالانطلاقة نحو النجومية، ليؤسس بعده فرقته الموسيقية برئاسته ويسير بها قدما نحو الأمام والتقدم، وناضل معية من في فرقته بإمكانيات شبابية محدودة كي يظل اسم “أوتجاجت” ينافس عمالقة الفن الغنائي المغربي عموما والأمازيغي بالخصوص في الساحة الفنية، لكسب أكبر عدد من الجماهير والمعجبين. وبين سنتي 1998 و2004، أصدر إلى الأسواق الفنية 14 ألبوما بالصوت محدودة المبيعات.
الفنان الصحفي والمحلل السياسي
سنة 2004 سجل أول سهراته الفنية لعشاق الأغنية الأمازيغية بمدينة الدار البيضاء، حيث كانت أول سهرة وأول انطلاقة ليدخل بها ضمن قائمة النجوم الغنائية المتواضعين، وبها صنع اسم الفنان “سعيد أوتجاجت” الذي بصم في الفن الغنائي الأمازيغي وسجل اسمه في قائمة الفنانين الاجتماعيين، أو الفنان الصحفي كما يحلوا للبعض تسميته، فنان صحفي لأنه يعاكس الواقع المغربي وحتى العالمي ويحلل قضايا اجتماعية وسياسية بلسانه الأمازيغي في ألبوماته، ليصل التحليل إلى أعماق الحدود الذي لم تصله بعد الصحافة المغربية، سوى الإعلام التلفزي الذي همش هذا النوع من الفنانين.
سهرة أصدرت للفنان بالصوت والصورة جمع في إخراجه بين الأصالة التقليدية للإنسان المغربي الأمازيغي وبين المعاصرة والحداثة باستخدامه أنواع من الآلات الموسيقية الحديثة والمختلفة، وهو الألبوم الذي تجاوب معه الجمهور بشكل إيجابي غير متوقع، وأعلن به انطلاقته الرسمية إذ بلغت معدل المبيعات أكثر كل التوقعات.
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=337








