الرئيسية » أغراس أغراس » منبر الأحرار »

للذكرى والتاريخ … حقبة تراكتورية بامتياز

في الانتخابات الجماعية لشهر 06 من سنة 2009، تقدمت بترشيحي باسم حزب العدالة والتنمية لخوض هذا الاستحقاق الجماعي بجماعة تيوغزة إقليم تزنيت (حينذاك). ولما كانت تلك الحقبة (تراكتورية بامتياز) بحيث فسح المجال من طرف الجميع بالبلد (سلطات ومنضمين ومترشحين بالألاف …)،) لهذا الذي سمي حينذاك بـ” لوافد الجديد” والمتميز . والذي غطى كل الدوائر الانتخابية في المداشير وكافة نقط الاقتراع.

تقدمت بملف ترشيحي لدى السلطة المحلية بمير اللفت فرفضت تسلم الملف / شفويا دون أن تكون لديها الجرأة للرفض كتابة. وسبب الرفض: أجابني عامل الإقليم بعد طرق باب خليتين: قضائية (بالمحكمة) وأخرى إدارية (بالعمالة) تم إحداثهما -برتوكوليا حينه- لتتبع العملية الانتخابية . وأجابني بعد “احتجاجي بموجب بيان بالاعتصام” أمام مقر العمالة بالتالي:

“باعتبار أنكم لم تثبتوا انتماءكم لجماعة تيوغزة المراد الترشح بها من جهة جدكم للأب”. كيف؟ بإثبات ولادة هذا الجد بتراب جماعة تيوغزة . لماذا؟ كوني مزداد بالبيضاء ومسجل باللوائح الانتخابية بجماعة تزنيت. والقانون الانتخابي ينص في مثل هذه الحالة على :”إثبات ولادة الأب و( واو العطف ) والجد بالجماعة موضوع الترشيح والترشح.

طيب :ولادة الأب ثابتة (لا إشكال بخصوصها)، لكن الجد محل الخلاف مع عامل تزنيت توفي سنة 1911 ميلادية (أي قرن على وفاته) وقبل الحماية بسنة، وقبل اعتماد نظام الحالة المدنية بالمغرب بأكثر من 40 سنة !!! كما أن دفوعاتي لعامل الإقليم حينذاك كانت كالتالي:

الجد المذكور كان علامة وفقيه بزاوية اسك /تيوغزة لـ50 سنة. وبها استقبل الحسن الأول سنة 1885 ميلادية في زيارته التاريخية “لأيت باعمران” وفق ما يشهد به مؤلف “أطوار الصراع مع الاستعمار” في سيدي إفني وأيت باعمران من عهد الحسن الأول إلى الحسن الثاني لمؤلفه ذ/الحسين وكاك / طبعة 1967 . وكذلك مؤلف “المعسول” الجزء 11 الصفحة 53 و54 لصاحبه العلامة “محمد المختار السوسي” ومؤلفات عديدة أخرى كلها تؤكد ولادة ومنشأ جدي من الأب بهرواش / تيوغزة. منها سوس العالمة وطاقة ريحان في روضة الافنان لنفس العلامة. والقراءات القرآنية في المغرب خلال القرن 14 الهجري للدكتور ابراهيم الوافي ومصادر كثيرة.

لكن هاجس السلطة حينذاك المتحكم ليس هذا المبرر او ذاك بل هو “البلوكاج” ما أمكن من الوقت لفسح المجال لمرشح حزب الجرار المنافس بالدائرة محل التباري. عامل إقليم يجهل تاريخ إقليم عين به يساوي “كارثة عظمى “!!!. على أي : ماذا كان موقف الحزب الذي ترشحت برمزه؟. كان يلتزم موقع المتفرج من هذا البلوكاج الإداري المخزني رغم وضع قياداته في الصورة الحقيقية لهذا (النزاع المفتعل من لدن الداخلية بالإقليم) ، ولم أقف مكتوف الأيدي طرقت باب الطعن القضائي الإداري لوحدي.

وفي الوقت الذي ركن فيه الحزب (Pjd) إلى زاوية الصمت تجند عامل تزنيت شخصيا ضدي في الملف بشتى الوسائل بما فيها تنصيب محام عنه وتتبع الملف بتقنية / الهاتف من ساعة لأخرى، بل جند رئيس مصلحة للإدلاء بشهادة زور أمام المحكمة حول تاريخ تبليغي لقرار رفض ترشحي يوم الخميس بدل يوم الأحد لتفويتي فرصة الطعن داخل أجل (يومين) أي 4 أيام وفق القانون كونه أجل كامل.

فعلا حضر خادم العامل (متقاعد حاليا) وأدى اليمين القانونية (القسم) أمام هيئة المحكمة بأنه بلغني بالقرار الخميس وليس الأحد. متناسين أن اليومين (الخميس أو الأحد سيان) لا يفسدان للحق ود وقضية. كيف؟. لنفترض الخميس فالأجل يبتدئ يوم الجمعة واليومين المواليين يومي عطلة. ما يعني امتداد عملية استكمال احتساب الأجل إلى أول يوم عمل ../ وفق القانون. (طمزاسن أكرو  ….. شهادة زور مجانا).

حينما التقي بالمتقاعد الشاهد في الشارع العام من حين لآخر يستشعر قمة الحرج تلقائيا لذنبه الذي ورطه فيه عامله .. مع الخالق تعالى وليس معي . وعلى أي : نوقش الملف فاختلت المحكمة للمداولة لآخر جلسة على الساعة 12 زوالا. ولم تنطق بالحكم إلا في الساعة 07 مساء تقريبا بأن قضت بإلغاء قرار السلطة المحلية للشطط في استعمال السلطة. وبلغ الحكم على الساعة 10 ليلا للعامل . وكانت صفعة تاريخية له.

وللإشارة فالمحكمة اعتمدت المؤلفات التاريخية والعلمية للعلماء المدلى بها في الملف بخصوص إثبات نشأة وولادة جدي بتراب تيوغزة. وصرحت بكون رفض تسلم ملف الترشح من طرف السلطة تجاوزا للقانون . وقضت المحكمة كذلك بأنه كان على السلطة أن تتسلم الملف ثم تقرر بشأنه بعد التسلم أما بالقبول أو الرفض …

دخلت الانتخابات في آخر اللحظات وبعد مرور أكثر من أسبوع على بدء الحملة الانتخابية . ومع ذلك حصلت على نتيجة مشرفة لم تمكني من الفوز باعتبار البلوكاج من جهة وباعتبار وزن ونفوذ المتنافسين (جرار / وردة) المالي طبعا وليس وزنا آخر.

يتبع

عمر الهرواشي

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك