إن المتتبع للشأن منطقة إيغير ملولن بجماعة الركادة إقليم تيزنيت، أو ما يعرف تاريخيا بـ”الدراع الأبيض” حسب رسوم وروايات، يصطدم بكون معادلته داخل المصادر إلى حدما قليلة، اللهم باستفاضة معرفية حول مسألة إذ يطبعها تناثر تتعلق هذه الاخيرة بالمجال الفقهي أو العلمي. وإذ أمعنا النظر فيها نجد غالبيتها تتعلق بالفقهية وعلاقته الوطيدة مع الأسر العلمية التي عرفتها المنطقة، نظرا لكون هذه المنطقة تزخر بخليط اثني ناتج بالأساس عن تواتره على المنطقة، أو ما زال أحفاد بعض مستقرين بها، وهنا نخص بالذكر أساسا “الاسرة السجرادية”.
مؤشرات كرونولوجية عن سلالة الأسرة
كما هو معلوم هذا نتاج السالف للذكر نسبيا، ينحصر عبر التاريخ، وتحديدا عند مجموعة من المهتمين بما فيهم سلالة هذه الأسرة، التي تخرج منها فقهاء وقضاة وعلماء، مما يفسر مساهمتها للمجال العلم الشرعي والمعرفي بهذه الزاوية، ونستحضر نبذة كرونولوجية لمسار هذه الأسرة، فهو يمتد لهذه الاخيرة مرورا بمجموعة من شخصيات التي طبعت تاريخ هذه السلالة بما فيهم مؤسس مدينة تمدولت “عبد الله بن ادريس”، وما بعده. إضافة إلى دفين زرهون وصولا لمرتبة آل البيت وفق مستند للشجرة سلالة. وعلاوة على ذلك، فقد اختصرنا ذكر بعض مؤشرات رحلة أصول هذه الأسرة العلمية. والتي ميزتها الخاصة هي التفقه في الدين والعلم على مر العصور، وتجدر الإشارة إلى أن بمجرد حديث عن الأسرة فهي ليف من سلالة الأم المنتشرة في ربوع المعمور، إلا وتلوح على الأفق رموز مناقب ومعالمها ودورها الفعال منذ القدم، سواء على المنطقة أو معظم الأرجاء المجاورة.
قطب سلالة ونبراس الأسرة العلمي
وهو علامة الوالي الشيخ “سيدي أحمد السجرادي”، هذا الأخير تلمذ الفقه والعلم والزهد على يد شيوخ عصره، مع العلم أنه صار يجالسهم رغم كونه إلى حد بعيد متمكن، حتى اقتنع بفكرة نشر العلم والتصوف الديني وفق منهج شيوخه، إلا أن بعض الروايات المتباينة بخصوص تشيده للمدرسة التي تحمل اسمه، وهي المدرسة العلمية العتيقة سيدي أحمد السجرادي”، الوحيدة بمنطقة إيغير ملولن، تقع بمكان مطل على مشارف واد كركار وبمحاذاتها زاويته الصوفية. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على إيمانه العميق بنظرية “خلوة علمية” ومدى تأثيرها التي تساعد في كسب علم حسب ما تفيد بعض المصادر بهذا الخصوص، إلى وفاته المنية سنة 1067 هجري بقرية اتخذت بعده صفته “مداشير دوار الشيخ” إداريا، وأن ضريحه هذا تفصله مسافة من موقع مدرسة، بقربها توجد زاويته. فيما تعرف محليا بضاحية “اسكراد”، هذه الأخيرة الواقعة بين أزغار أولاد جرار من جهة وقبيلة تازروالت وعلى قرابة 45 كلم جنوب شرق تيزنيت، ولم تقف الوفاة أمام انتشار العلم .
استمرارية المسار العلمي
نستحضر هنا مسالة مناسبة قيمة صارت سنوية ألا وهي “معروف الشيخ” باعتبار محج ديني وتجاري يقام الخميس، أسبوع أول في اكتوبر فلاحي (السنة الأمازيغية) كتقويم اثني مشهور شأنه شأن معظم باقي معاريف التي تقام بالمنطقة وغيرها، واستمر أحفاده وأناس اخرين بحكم عدة روابط متنوعة في إقامة هذه المناسبة، وارتباطا بالموضوع حرص كذلك ابناءه وأحفاده السير على دربه، ومع توالي الأيام كل منهم اتخذ سبيله، عاملين بوصية الأجداد في نشر العلم و خدمة الدين، من بينهم على سبيل الإشارة “محمد بن عبدالله السنطيلي” و”علي بن محمد البوسليماني” و”محمد بن الطيب السجرادي “، ولائحة تتطول إلى غيرهم من رجالات العلم و الدين الذين انجبتهم “الأسرة السجرادية”، وبالتالي فمسيرة مستمرة إلى يومنا هذا عند معظم الأسر.
مصطفى ابن إسماعيل: تِغِيرْتْ نْيُوزْ / الركادة
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=15404