إن بحثت في عمق التاريخ، وحضارة بلادنا، لن تجد لقصر “أمغار حماد” أخ أو أخت تشبهه، هذا القصر الذي ثم الاستيلاء عليه بعد وفاة سكانه الأصلين من طرف “التهامي الكلاوي”، والذي يعتبر من أبرز المتمردين على العرش العلوي في زمن الحماية، حيث شارك في مؤامرة خلع السلطان، ونفيه في 20 غشت 1953، ثم الاستيلاء على القصر، الذي أصبح يعرف الآن بالقصبة من طرف هذا المتمرد، خلال زيارته الاستكشافية للجنوب، إذ المراد من هذه الزيارة كان هو السيطرة والتطويع لهذه المنطقة التي كانت تحتل فيها القصبة آنذاك، مكانا هاما باعتبارها نقطة التقاء للقوافل القادمة من الشمال نحو الجنوب.
بالنسبة لسكان منطقة “ورزازات” حيث تتواجد هذه المعلمة، يعتبر تاريخها فخر واعتزاز لهم، لأنهم بمجرد رؤية السياح يتهافتون لرؤيتها وأخذ بعض الصور التذكارية لها، يشعرون بالسعادة لكونهم من سكان المنطقة. وفي هذا الجانب، تقول “سكينة بويهي” وهي من سكان المدينة أنها في كل مرة تزور قصبة “تاوريرت”، حيث تشعر بهدوء رائع، وتحس أحيانا كأنها تعود بالزمن إلى الوراء، وتتخيل سكان القصر في كل أرجائه، وتضيف “سكينة بويهي” أن الطابع من الهدوء يميز مدينتهم ككل ويجعلها ملاذا للراحة والاسترخاء.
لكل شخص نظرته الخاصة إلى هذه المعلمة، البعض يعتبرها باب رزق بحكم أنها من بين أهم نقاط جلب السياح بالمنطقة، لدى يعتمدون عليها للعيش عن طريق الاشتغال كدليل سياحي، فيكون شغلهم الشاغل هو إغناء رصيدهم المعرفي حول تاريخ القصبة، وعن الشخصيات التي قامت بزيارات المكان والتي أبدت إعجابها الكبير، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ولوج السياح للقصبة يساهم في ارتفاع دخل المطاعم والفنادق المحيطة بها.
في هذا المجال، صرح “سعيد الدهري” لـ”تغيرت نيوز”، وهو صاحب مطعم نجمة القصبة “قصبة تاوريرت” بأن القصبة للأجانب من أهم معالم الجنوب، لأن كل البرامج التي يعتمدونها تحثهم على زيارة كل من “تاوريرت” و”آيت بن حدو”، لأنهما حصلتا على شهرة عالمية، وبحكم موقع المطعم الذي يوجد في مقابل القصبة، يضيف ضيفنا أنه يعتمد عليها لزيادة الأرباح.
بينما البعض الآخر ينظر لها على أنها تراث وجب الحفاظ عليه والاهتمام به، فيستغلون كل المناسبات لزياراتها، حتى إن معظم المهرجانات تقام بالقصبة كمهرجان “أحواش”، ومهرجان “أزلاي”، ليس هذا فقط، بل يسمح باستغلال ساحة القصبة لإحياء الحفلات الخاصة كالأيام الثقافية والتوعوية.
بالإضافة إلى ذلك، فالقصبة كانت وجهة العديد من الممثلين، من بينهم مشاهير هوليوود “أنجلينا جولي” و”براد بيت”، إضافة إلى “ليوناردو ديكبريو”، و”بيلي زين”، و”بين كينغسلي”. ليس هذا فقط، بل هذه المعلمة كانت من بين أهم المواقع التي تم فيها تصوير الفيلم الأميركي الذي لقي نجاحا باهرا “أمير فارس” أو “رمال الزمن”. بالإضافة إلى أن “الملكة صفيا” ملكة إسبانيا، وهي الابنة الأولى لملك اليونان، قامت بزيارة القصبة منذ ثلاثة أعوام، وأبدت إعجابها بهذا التراث.
من إعداد: ابتسام وهراءيشو- “تِـغـِيرْتْ نْيُـوزْ”
رابط مختصر للمقالة: http://www.tighirtnews.com/?p=1441
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=1441
Bien dit 🙂
أكتب تعليقك