تعتبر ميراللفت من المناطق الساحلية السياحية المغربية. تلقب بعروسة الجنوب. ساهم موقعها الإستراتيجي في نشاطها السياحي خصوصا في العطل السنوية، مما ينتج عنه إقبال غير مسبوق عليها من سياحة داخلية للمغاربة وكذلك للجالية المغربية المقيمة بالخارج، رغم قلة العرض (شقق مجهزة ومرخصة وفنادق…).
من إنجاز: أحمد بايدو
منذ عيد الفطر الأخير، حطمت “ميراللفت” بإقليم “سيدي إفني” أرقاما قياسية من حيث عدد الزوار الباحثين عن الاستجمام في الشواطئ ومحبي ركوب الأمواج، زيادة على ذلك الراغبين في الهرب من الحركية التي تعرفها المدن طيلة السنة. وكل هذا يثلج صدر الغيورين على المنطقة وأهاليها، لكون هذه الحركية تساهم في إنعاش التجارة وتدوير عجلة الاقتصاد لذى الساكنة، خصوصا ذوي الدخل الموسمي.
انقطاعات مستمرة للماء
إلا أن المسؤولين بالمنطقة لهم رأي آخر، إذ لم يولوا أي اهتمام بكل هذه المؤهلات. فمنذ بداية العطلة الصيفية شهدت ولا تزال، بعض الأحياء والدواوير التابعة للجماعة انقطاعات مستمرة للماء الصالح للشرب لمدة تزيد عن أسبوع في بعض الحالات، خصوصا بكل من دوار “متكيزين”، “تنمرت”، “ابرتيح”، “إدلمودن” و “حي تيرت”، وبالرغم من الاحتجاجات والشكاوي المتكررة التي تقوم بها الساكنة، إلا أن المسؤلين عن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب يجيبون دائما بأن الكمية المائية المتوفرة في موزع الماء لا يستجيب للضغط الذي تعرفه المنطقة خلال عطلة الصيف.
أما بخصوص الشبكة الطرقية التي تعاني “ميراللفت” من ضعفها منذ الاستقلال، فلا زالت على حالها، والساكنة في انتظار تحقيق الوعود الكاذبة التي وعد بها الرئيس منذ توليه رئاسة المجلس الجماعي منذ حوالي نصف قرن من الزمن. فيما المساحات الخضراء والساحات العمومية غائبة، وتبقى الشواطئ هي المتنفس الوحيد للساكنة والزوار. هذه الأخيرة لم تسلم بدورها من الإهمال وغياب التجهيزات الأساسية، من كهرباء وماء صالح للشرب وطرق وغياب مواقف للسيارات، مما ينتج عنه فوضى عارمة على مستوى الطرق المؤذية إلى هذه الشواطئ، نذكر منها طريق “أفتاس”، طريق “تامحروشت”، طريق “سيدي الوافي” .. أما الشاطئ الحائز على جائزة أنظف شاطئ بالمغرب (إيمي نتركا) فطريقه لم تتم صيانتها مند فترة الاستعمار الفرنسي.
الباعة المتجولين
يعتبر الارتجال سيد الموقف في الشارع المعبد الوحيد بالمنطقة، الذي يعج بالباعة المتجولين بدون مراقبة ولا محاسبة ولا ترخيص، وإغفال تام من لدن المصالح المختصة. وهو ما يعرض الساكنة لمضايقات عدة بحكم السلع المنتشرة أمام الأبواب. حتى المستشفى لم يسلم بدوره من هذا الإزعاج، إذ قبل أيام قليلة، تم تأخير سيارة الاسعاف لمدة تزيد عن ساعتين بسبب التجار والسلع المنتشرة أمام الباب الرئيسي للمستشفى.
الزبونية في الصحة
هذا الأخير لا يتوفر على طاقم طبي لتلبية حاجيات الساكنة، ناهيك عن الزوار، وناقص التجهيزات، خصوصا في قسم المستعجلات. ولا يتوفر جناح الولادة إلا على طبيب واحد فقط لما يزيد على 12000 نسمة، زيادة على الغياب المستمر لهذا الأخير، وسيادة المحسوبية والزبونية داخل المستشفى والتمييز بين المرضى في ما يخص الأدوية المجانية المتوفرة خصيصا للمعوزيم منهم، التي تأتي باسم المنظمات الإنسانية والجمعيات والوزارة الوصية.
موضوع النظافة والصرف الصحي الذي تنتظره الساكنة منذ سنوات، لازال مشروعا معلقا، مما عجل بتلوث الشوارع والأزقة، بسبب البرك والحفر المستغلة لهذا الغرض، مما ينعكس سلبا على الفرشة المائية الوحيدة المستغلة في ري الحقول الزراعية المعروفة بـ “تاركا” وتعريضها للتلوث.
تزوير الوثائق لسرقة الأراضي
البناء العشوائي أيضا منتشر بكل من حي “افتاس” وشاطئه، الودادية les amicales، “تيرت” وشاطئ “سيدي محمد بن عبد الله”. والزبونية المحسوبية و(باك صاحبي) هي أيضا السائدة في تراخيص البناء، وتزوير الوثائق لسرقة الأراضي الموروثة لبعض العائلات كلها أضحت بارزة وشوهت بالمنظر العام للمنطقة، وأدى ذلك أيضا إلى وقوع مشاكل للساكنة منها حرمانهم من الاستفادة من التزود بالماء الشروب والشبكة الكهربائية بحكم عدم الترخيص أو النزاع حول الملكية.
ضعف الأمن
بخصوص الشبكة الكهربائية، فالساكنة تتخبط في ظلام تام في بعض الأحياء والأزقة، مما ينتج عنه عدم إحساسهم بالأمن ووقوع ضحايا السرقة (سيارات ومنازل الجالية). والأمن ليس كافيا، حيث حدثت في الآونة الأخيرة عدة حالات اصطدام وعراك في جل شواطئ “ميراللفت” بين المصطافين، نجم عنها إصابات خطيرة وإعاقات دائمة لبعض الأشخاص. ومن غير المنطقي تخصيص أربعة عناصر من الدرك فقط في منطقة تعج بآلاف من المصطافين والزوار، موزعين على عدد من الشواطئ، مع تكليفهم أيضا بتنظيم السير ومراقبة النقط السوداء خصوصا في الفترات الزوالية والليلية.
الصيد التقليدي وغلاء الأسماك
تتوفر المنطقة على ميناء “سيدي إفني” ومجموعة من موانئ الصيد التقليدي، ورغم شهرة المنطقة بثروتها السمكية المتنوعة والصيد التقليدي للهواة والمحترفين، فليس هناك اكتفاء ذاتي من حيث كمية الأسماك. وتعرف المنطقة غلاء فاحشا، ويصل ثمن السردين في بعض الأحيان إلى عشرين درهما للكيلوغرام الواحد. أما الساحة المخصصة لبيع الأسماك، فهي لا تتوفر على أبسط شروط السلامة والتجهيزات اللازمة للحفاظ على طراوة الأسماك، كالماء والكهرباء، إضافة إلى مشكل الأزبال المنتشرة في كل مكان، مما يؤثر سلبا على جودة المبيعات، وفي بعض الأحيان يؤدي الى وقوع حالات تسمم وأعراض صحية أخرى خطيرة، ناهيك عن انتشار أعداد هائلة من القطط والكلاب الضالة بين الباعة والمارة. وهو ما يطرح معه عدد من التساؤلات حول دور لجان المراقبة الصحية، المنعدمة أصلا بالسوق، خاصة في ما يهم مراقبة المعلبات واللحوم البيضاء، أما اللحوم الحمراء فيتم تحضيرها عشوائيا بين أسوار غير ملائمة ولا تمتثل للقوانين الصحية المتعارف عليها دوليا.
اشتباكات ومشدات كلامية
وتبقى الحفلات الخاصة التي تقام في مقاهي شعبية الى ساعات متأخرة من الليل هي المتنفس الوحيد للزوار، لكن ينتج عنها إزعاج لبعض رواد الفنادق والساكنة، وغالبا ما تنتهي بمشادات كلامية ووقوع اشتباكات، مثل ما وقع مؤخرا إثر عراك بين بعض الشباب نتج عنه إصابة أحد شبان المنطقة بإصابة خطيرة على مستوى اليد اليمنى.
في المجال الثقافي الفني والرياضي، لم تبرمج الجماعة أي نشاط ثقافي سنوي ولا صيفي للترحيب بالزوار وتنشيط المنطقة، باستثناء بعض المبادرات الجمعوية، كدوري رمضان الذي ينظم من طرف إحدى الجمعيات بتمويل خاص. أما الدعم الجماعي للجمعيات فيتم توزيعه على الجمعيات المناسباتية التي تشتغل فقط في فترة الحملات الانتخابية والموالية للرئيس.
تِـغـِيرْتْ نْيُـوزْ عن “آش طاري”
رابط مختصر للمقالة : http://www.tighirtnews.com/?p=1185
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=1185








