الرئيسية » صحة وبيئة »

“إمجاط”… مراكز صحية وأطباء مع وقف التنفيذ وضحايا لسعات العقارب في تزايد

تعتبر منطقة “إمجاط” إقليم “تزنيت” سابقا، “سيدي إفني” حاليا بعد التقسيم الإداري الأخير، من بين المناطق القروية التي تعاني حسب شكايات للمجتمع المدني وشهادات استقتها جريدة “تغيرت نيوز” الإلكترونية من المواطنين بعين المكان، من جميع أنواع التهميش والإقصاء ونوع من اللامبالاة من قبل الجهات والسلطات المعنية، خاصة في مجالي الصحة والتطبيب.

وتنقسم منطقة “إمجاط” إلى سبع قبائل وهي كل من -أيْتْ كْرْمُونْ-، -تجَاجَتْ-، -أيْتْ مًُوسَى-، -إدْبْنيرَانْ-، -أيْتْ هْمْانْ-، -أيْتْ عْلي نْتاكُوتْ-، -أيْتْ عْلي لـْقـْبْلتْ-، وتوجد هذه القبائل السبع تحت نفوذ خمس جماعات قروية وقيادتين، وتضم أكثر من 40,000 نسمة حسب الإحصائيات الأخيرة لسنة 2004، وهي كل من جماعة “تغيرت، إبضر، النابور، أنفك، بوطروش”. وتعاني هذه الجماعات من نقص حاد في الأطر الطبية والمعدات الضرورية وغياب للمداومة في المراكز الصحية خارج أوقات العمل ويومي السبت والأحد.

ونظرا لأهمية الصحة والتطبيب في حياة الإنسان عموما، وبالمناطق القروية بالخصوص، انتقلت “تغيرت نيوز” إلى عين المكان وعاينت مجموعة من المراكز الصحية والمستوصفات ومعاناة السكان التي لا تنتهي وتكاثر الأمراض ولسعات العقارب والحشرات السامة، واستضافت مجموعة من المتداخلين من فاعلين جمعويين ومنتخبين وجهات معنية وأعدت الملف التالي.

أعد الملف: سعيد الكَـرتاح : “تِـغِـيرْتْ نْيُـوزْ” –تغيرت – إقليم سيدي إفني

عرف القطاع الصحي بمنطقة “إمجاط” بجماعاته القروية الخمس (تغيرت – إبضر- النابور- بوطروش- أنفك)، بإقليم “سيدي إفني” منذ زمان مضى عدة إختلالات، وذلك حسب ما تفيده مجموعة من الشكايات وشهادات الساكنة المتضررة الذين يؤكدون أن المنظومة الصحية بالمنطقة تقبع داخل قاعة الإنعاش وترقد على سرير المرض، ما أدى إلى تهديد مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة في بلاغ لها بمقاضاة المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم “سيدي إفني”، بناءا على توقيعه في محضر مع مجموعة من الجمعيات بالمركز القروي لـ “تغيرت” في الـ11 شتنبر 2012، دون أن يوفي  بوعوده ولعدم تفعيل التزاماته مع المواطنين حسب بلاغ لها.

الحراسة الإلزاميةzz

ويأتي التهديد بمقاضاة المسؤول الأول عن القطاع الصحي بالإقليم بعد مراسلة ما يقارب 32 جمعية كل من وزيري الصحة والداخلية والنائب البرلماني “محمد عصام” عن حزب العدالة والتنمية، طالبوا من خلال مراسلاتهم الجهات الثلاث بالتدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية ومناسبة للمطالب المشروعة للساكنة بخصوص القطاع الصحي، وطالبت المراسلة بضرورة استمرار الحراسة الإلزامية بالمركز الصحي لجماعة “تغيرت”، التي وعد بها المندوب الإقليمي السابق جمعيات المجتمع المدني بتفعيلها دون جدوى.

من جهة أخرى شددت ذات الجمعيات الموقعة على الشكاية، على ضرورة توفير طبيب وممرض للمداومة، وممرضة الولادة والأطر الطبية الكافية لسد الخصاص الذي تعاني منه المراكز الصحية القروية بالمنطقة، إضافة إلى الحراسة الإلزامية كخدمة يتلقى عليها الأطر الطبية المداومون  تعويضاتهم، وشددوا على ضرورة تعليق أسماء المداومين مرفقة بهواتفهم، وضرورة حل لمشاكل الخصاص في ندرة الدواء الذي تعرفه جل المراكز الصحية على صعيد قيادتي  “تغيرت” و”إبضر”.

                                                              أطباء مع وقف التنفيذ

وحسب مجموعة من الشكايات التي توصلت بها “تغيرت نيوز”، فإن القطاع الصحي بالمنطقة يعاني غياب شبه تام للأطر الطبية وانعدام التجهيزات الضرورية وانعدام الأدوية المخصصة للحالات الاجتماعية المزرية، وتشير الشكايات إلى تردي الخدمات الصحية المجانية، ما يستحيل معه الاستفادة حسب ما عاينته الجريدة من الخدمات الصحية الاستعجالية خصوصا للنساء الحوامل وكذا الأطفال الرضاع خاصة في فصل الصيف حيث كثرة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي وارتفاع درجات الحرارة لدى الأطفال الصغار والشيوخ في تزايد ملحوظ. إذ تعاني  المنطقة  نقصا كبيرا في التجهيزات الصحية رغم إنشاء المراكز الصحية من طرف الساكنة وتجهيزها قدر الإمكان، خاصة بجماعات “بوطروش” و”أنفك”، و”النابور” ، حيث غياب للأطباء الرئيسيين تقول الشكايات، أثر سلبا على القطاع الصحي التي يعاني التهميش والإقصاء. ويطالب المجتمع المدني بضرورة استمرار الحراسة الإلزامية بمركز واحد (الدائرة الصحية تغيرت)، والتي وعد بتفعيلها المندوب الإقليمي للصحة حسب ما جاء في شكاية تقدم بها المجتمع المدني إلى وزير الصحة مؤرخة في الـ04 شتنبر 2012، ويطالبون بضرورة تعليق لائحة بأسماء المداومة على الحراسة مرفقة بأرقام هواتفهم، ويقول السكان المتضررين أن السير العادي للمراكز الصحية متعثرة عكس ما تدعيه الجهات الرسمية والمعنية.

358 ولادة منتظرة1

تشير مراسلة مؤرخة في الـ05 أكتوبر 2009 حصلت “تغيرت نيوز” على نسخة منها والتي يـُنـْهي من خلالها المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم تزنيت قبل إلحاق المنطقة إلى نفوذ تراب عمالتها الجديدة سيدي إفني، (ينهي) من خلالها وتحت إشراف عامل إقليم تزنيت آنذاك إلى علم الجمعيات المجتمع المدني بـ”إمجاط” قيادة تغيرت، أن البنيات التحتية لقطاع الصحة بمنطقة “إمجاط” تتكون من مركز صحي جماعي بوحدة الولادة وأربع مراكز صحية جماعية وخمس مستوصفات، إضافة إلى أربعة أطباء و10 ممرضين ومولودتان، وتضيف المراسلة ذاتها أن عدد السكان لكل مؤسسة صحية لا يتعدى 3200 نسمة، فيما لا يتعدى 8000 نسمة لكل طبيب، و3000 نسمة لكل ممرض، و358 ولادة المنتظرة لكل مُـوَلّدة.

مستوصفات تنتظر …

إن أهم ما تعاني منه ساكنة دواوير ومداشير قبيلة “أيت موسى” جماعة “بوطروش” (4500 نسمة) الذين يضطرون للتنقل إلى المركز القروي لجماعة “تغيرت” (10 كلم) بسبب غياب الطبيبة بالمركز الصحي الوحيد لـ”بوطروش” منذ سنة 2010 لأسباب مجهولة لدى ساكنة الجماعة دون تعويضها بطبيب آخر. خاصة وأن السكان بالمنطقة تزداد معاناتهم كل فصل الصيف حيث تزايد الحشرات السامة وتـَكـْثـُر لسعات العقارب ولدغات الأفاعي خارج أوقات العمل نظرا للطابع الجغرافي الشبه الغابوي للمنطقة، والتي تخلف كل سنة العديد من الضحايا في ظل غياب قسم المستعجلات الذي يعمل بنظام المداومة، مما يجبر المواطنين التنقل إلى مدينة تزنيت (90 كلم)، الشيء نفسه ينطبق على قبيلتي “أيـْتْ كـْرْمـُونْ”، و”تـَجـَاجـْتْ” بجماعة “النابور” (8400 نسمة) حسب إحصائيات 2004 الأخيرة، حيث أنشأ مركز صحي جماعي واحد بمركز “النابور” ومستوصف بمنطقة “أيـْتْ كـْرْمـُونْ” حيث يشتغل ممرض واحد بين الحين والآخر، فيما غاب عنه الطبيب لأزيد من سنة دون تعويضه بطبيب آخر.

ممرضة لــ10.000 نسمة

aaaaaفي ذات السياق، يقول “محمد الذهبي”، فاعل جمعوي بجماعة “أنفك” أن مستوصفي دوار “أيت بومريم”، و”تيفريت” لم يقدما أي خدمة صحية للسكان منذ تأسيسهما، خاصة وأن مستوصف “أيت بومريم” يقول “الذهبي” لـ”تغيرت نيوز” أنه ثم تدشينه من طرف عامل الإقليم بحضور ممرض الذي كان سيتولى مهمة التطبيب بذات المستوصف، فيما مستوصفات أخرى سبق وإن قدمت بعض الخدمات الصحية البطيئة من طرف بعض الممرضين السابقين، منهم مستوصف “أكادير إيزري”، ومستوصف “تيليوى”، إلا أن في السنوات الأخيرة كل هذه المستوصفات الأربع مغلقة في وجه الساكنة، وحده المركز الصحي الجماعي لـ”أنفك” من يقدم بعض الخدمات من طرف الممرضة الوحيدة المتواجدة على صعيد الجماعة التي تضم أكثر من 10000 نسمة، إن لم تغيب هي الأخرى بسبب أو بدونه في ظل معاناة الساكنة التي لا تنتهي.

ويرى “محمد الذهبي” حسب تصريحاته لـ”تغيرت نيوز” الإلكترونية أن الطبيب يعتبر من عداد المفقودين بالجماعة لأزيد من سنة، حيث لم يشتغل في الجماعة منذ تعيينه إلا شهرين فقط ليتم تنقليه دون  تعويضه بطبيب آخر منذ ذلك الحين، وبخصوص الطبيب يقول ذات المتحدث أن الفعاليات الجمعوية بالمنطقة اجتمعوا مع المندوب الإقليمي للصحة مرارا وتكرارا حول الموضوع، إلا أن لا شئ تحقق من الوعود الزائفة التي سئمنا منها حسب قوله.

رميد .. حكاية لدر الرماد

يعاني المواطنون المرضى الحاملين لبطاقة المساعدة الطبية “راميد” من غياب للأطباء في المراكز القروية التابعين لقيادتي “تغيرت” و”إبضر، (جماعة أنفك، وإبضر، وجماعة النابور)، بعد تنقلهم طالبين العلاج بالمستشفى الإقليمي “الحسن الأول” بمدينة تزنيت، إذ يطالبهم المستشفى بضرورة الإدلاء بوثيقة يتم تسليمها من الطبيبة أو الطبيب الرئيسي بالمركز الصحي التابع لجماعتهم والتي تخول للمرضى الولوج للعلاج بالمستشفى الإقليمي، ما يضطر بالمرضى إلى عدم تلقي العلاجات الضرورية المجانية التي تكفلها البطاقة ذاتها. وهي الدوافع التي دعت إلى اجتماع سابق أطلق عليه “اللقاء التواصلي” مع المندوب الإقليمي للصحة بالإقليم مع فعاليات المجتمع المدني وساكنة المنطقة لشرح مضامين وتوضيحات الاستفادة من البطاقة.

إسعاف الحوامل

أكد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم “سيدي إفني” ردا على أسئلة سكان قيادة “تغيرت” في اجتماع سابق، أكد بخصوص رفض سيارة الإسعاف المتواجدة بالمراكز الصحية بالمنطقة، إسعاف المواطنين التابعين لهذه المنطقة داخل الدواوير والمداشير ونقلهم إلى المراكز الصحية في الحالات الصحية الصعبة بدعوى عدم وجود الطرق المعبدة في بعض المناطق، ورد المسؤول الإقليمي أن سيارة الإسعاف بالفعل مخصصة لنقل المرضى بين المراكز الصحية بالمنطقة إلى المدن المجاورة، مضيفا أن سيارة الإسعاف لا يمكن لها إسعاف المرضى داخل القرى والمداشير الغير معبدة، قائلا “إلَى عْنْدَكْ شِي مْرِيضْ ضْبْرْ أَوْلِيدِي جِيبُو لْنْصْبِيطَارْ”.zzzzzz

وفي موضوع ذي صلة، أضاف أن الوزارة ستخصص سيارة إسعاف جديدة خاصة بالنساء الحوامل دون غيرهن، مقابل أن تتكفل الجماعات المحلية إمدادها بالمحروقات أو يتكفل المريض نفسه بذلك. ليجد المرضى أنفسهم في الحالات الصحية الصعبة بين منع سيارات الإسعاف إسعافهم بدعوى أن سيارة الإسعاف خصصت لنقل المرضى بين المراكز الصحية والمستشفيات الإقليمية وليس من داخل الدواوير والمداشير. فيما أكد الطبيب الرئيسي بالمركز الصحي بجماعة “تغيرت” من جهته أن كمية البنزين التي تقدمها وزارة الصحة إلى سيارة الإسعاف الوحيدة المتواجد بالجماعة لا تكفي أحيانا، ما يضطر معه موظفي الصحة بمطالبة ذوي المرضى بأداء ثمن البنزين لنقل المريض إلى المستشفيات الإقليمية، مضيفا أنه يجب على الجماعات المحلية تخصيص كمية مهمة لهذا الغرض من أجل إعفاء المرضى من أدائها، ووعد أن المداومة بالمركز ستكون متوفرة طيلة أيام الأسبوع يتداول على تنظيمها الطبيب والممرض الرئيسي بالتناوب استثناء في فصل الصيف، في انتظار حلول جذرية مشتركة بين كل المكونات، من بينها المجالس المنتخبة والوزارة الوصية وممثلين عن المجتمع المدني يقول ذات المتحدث.

الولادة في تراجع

وحسب إحصائيات رسمية من المندوبية الإقليمية للصحة بسيدي إفني، فإن عدد الولادات السنوية على مستوى الدائرة الصحية المركزية لقيادة “تغيرت” بلغت 709 حالة في السنة، وبلغ عدد الأطفال الذين تلقوا العلاجات من مختلف الأعمار 3975 طفلا في السنة، فيما بلغ عدد النساء ما بين الـ 15 والـ 49 سنة اللاتي تلقين العلاج بالمراكز الصحية على صعيد المنطقة  14593 امرأة، يتوزعن ما بين 9470 امرأة عازبة، و5123 امرأة متزوجة.

إلا أن الإحصائيات ذاتها تؤكد حسب ما أعلنه الدكتور “عبد اللطيف اليامودي” ممثل المندوبية الإقليمي للصحة بسيدي إفني، أن عدد حالات الولادة التي عرفتها “وحدة الولادة” بالمركز الصحي الجماعي بـ”تغيرت” سجلت تراجعا سلبيا بين سنتي 2009 و 2012 بنسبة 56.79 بالمائة، إذ أكدت الإحصائيات أن سنة 2009 سجلت 81 حالة ولادة، مقابل 74 حالة سنة 2010، و70 حالة سنة 2011، فيما سجلت سنة 2012 تراجعا كبيرا بـ46 حالة، ما يراه السكان تراجعا لثقة النساء الحوامل في الخدمات التي يقدمها المركز للمقبلات على الولادة.

وحسب المسؤول ذاته، فإن عدد النساء الحوامل اللاتي لم يتمكن من وضع حملهن داخل وحدة الولادة بالمنطقة وثم توجيههن إلى مستشفيات أخرى دون إجراء عملية الولادة في المركز الصحي بـ”تغيرت”، سجلت ارتفاعا سلبيا بنسبة 176,47 بالمائة بين سنتي 2009 و 2012، إذ بلغت عدد النساء الحوامل اللاتي لم يستطعن الولادة بـ”وحدة الولادة” بالمركز 34 حالة سنة 2009، فيما بلغت 46 حالة سنة 2010، و سنة 2011 سجلت 78 حالة مقابل 60  حالة سنة 2012. وحدها التشخيص قبل الولادة سجلت ارتفاعا إيجابيا بنسبة 223,52 بالمائة بمعدل 85 حالة تشخيص قبل الولادة سنة 2009، مقابل 136 حالة سنة 2010، و 161 حالة سنة 2011، فيما سجلت ارتفاعا ملحوظا سنة 2012 بـ190 حالة.

tighiمبادرة وزارية للمتطوعين

في مبادرة جديدة لحل أزمة الصحة بالمنطقة، عقد اجتماع يوم (الخميس 20 يونيو 2013) بمقر قيادة “تغيرت” بدعوة من المجالس القروية الخمس حسب تصريحات رئيس المجلس القروي لجماعة “تغيرت” و الذي ترأسه قائد قيادة “تغيرت”، و حضره كل من نائب المندوب الإقليمي للصحة بسيدي إفني ورئيس جماعة “النابور” و أعضاء ممثلون عن المجالس القروية الأخرى و خليفة القائد بـ”النابور” و الطبيب المركزي بـ”تغيرت”، من أجل تدارس المشاكل التي يعاني منها القطاع بالمنطقة، خاصة فيما يتعلق بالمداومة يومي السبت و الأحد و خارج أوقات العمل، و الخصاص في الموارد البشرية.

و حسب مصادر عليمة فإن الإجتماع الذي غابت عنه فعاليات المجتمع المدني لعدم إخبارهم بعقد الاجتماع، (الإجتماع) خـَلـُصَ إلى مجموعة من النقط، أهمها أن نائب المندوب الإقليمي و الطبيب الرئيسي أكدا أن المداومة سيتم تفعيلها في القريب العاجل مع إشهار رقم الممر المكلف بالمداومة في كل من الجماعة المحلية و مقر القيادة و واجهة المركز الصحي، و أشارت ذات المصادر أن المندوبية الإقليمية أكدت كذلك أن أطرا إضافية ستلتحق قريبا بجميع المراكز الصحية المتواجدة على نفوذ تراب القيادة دون تحديدها زمان التحاقهم. و أفاد نفس المصدر أن المندوبية الإقليمية للصحة تعمل على إنجاز مشروع وزاري سيتم العمل عليه على صعيد 20 قيادة قروية على المستوى المغرب، سيشمل البرنامج قيادة “تغيرت” عن إقليم سيدي إفني، و هو عبارة تفيد مصادرنا إلى توزيع هواتف نقالة على أشخاص متطوعين ممثلين عن الجماعات القروية لتبليغ حالة الولادة إلى المراكز الصحية التابعة لها لتسهيل عملية إسعاف الحوامل.

المحضر الممنوع

من جانبها استنكرت مجموعة من الفعاليات الجمعوية الطريقة التي ثم بها الإجتماع وتوقيت انعقاده وعدم الإعلان عنه في وقت سابق، مضيفين أن التحضير للاجتماع كان في ما وصفوه بـ”التكتم الشديد”، مطالبين بوقف “العبث”، و بضرورة إزالة “ثقافة المؤامرة” التي تسود، متهمين السلطة المحلية التي ترأست الإجتماع بعدم قيامها بالواجب و عدم استدعائها الفعاليات الجمعوية التي سابقت و أن اجتمعت مع المندوب  الإقليمي للصحة ، والتي تعتبر شريكا أساسيا لإنجاح أي مبادرة. و من أجل الحصول على محضر الإجتماع حول حقيقة ما تداول في الإجتماع الشبه السري، رفض قائد قيادة “تغيرت” تسليم نسخة منه إلى جريدة “مشاهد” معللا ذلك بأنه لا يمكن تسليم مثل هذه المحاضر و المراسلات الأخرى إلى وسائل الإعلام إلا بإذن من وزارة الداخلية ممثلة في عمالة الإقليم.

صمت مسؤول … إلى متى؟

التزمت المندوبية الإقليمية للصحة بسيدي إفني نوعا من الصمت رافضة الإجابة على أسئلة الإعلام، واكتفت ببعض الاجتماعات مع المنتخبين والنسيج الجمعوي، حيث رفض المندوب الإقليمي للصحة بالإقليم، و نائبه الدكتور عبد اللطيف اليامودي الرد على أسئلة جريدة “مشاهد”، و اكتفيا بالصمت المطلق و الهروب من الإجابة بعد طرح الجريدة مجموعة من الأسئلة لم ترد في الاجتماعات المنعقدة سلفا، و رفض المسؤولين الإجابة بعد اتصالات عديدة، وأهم هذه الأسئلة التي تنتظر الإجابة عنها، ما هي  أسباب عدم التحاق الأطباء بالمراكز الصحية بالجماعات القروية التابعة لقيادة تغيرت خاصة المركز الصحي بـ”بوطروش” حيث عـُرِضَ ملف الطبيبة الغائبة منذ سنة 2010 على أنظار القضاء؟، إضافة إلى عدم توضيحهما أسباب عدم الالتزام المندوبية بتنفيذ محاضر اجتماع سابقة مع الجمعيات المحلية؟، و حول الإجراءات التي ستتخذها المندوبية  من أجل أن يتلقى سكان قيادة “تغيرت” الحاملين لبطاقة المساعدة الطبية “رميد” العلاجات الضرورية بالمستشفى الإقليمي بمدينة تزنيت الأقرب إلي قيادة تغيرت (90 كلم)، في حين أن المنطقة تابعة لإقليم سيدي إفني التي تبعد بضعفي المسافة.

نظرا للوضعية الصحية المزرية التي تعيش على إيقاعها منطقة “تغيرت” إقليم تزنيت سابقا، “سيدي إفني” حاليا بعد التقسيم الإداري الأخير، تستضيف “تِـغـِيرْتْ نْيُـوزْ” في هذا الحوار الأستاذ “الطاهر إدوزان“ رئيس المجلس القروي لجماعة “تغيرت” للحديث حول الوضعية الصحية بالمنطقة والرد على استفسارات الناخبين. ومن خلاله الحوار، أكد “الطاهر إدوزان” بوجود خصاص من حيث الموارد البشرية، مشيرا أن الإشكالية هي على صعيد الوزارة عموما وليس المنطقة وحدها، كما تحدث في مواضيع أخرى مختلفة تجدونها ضمن هذا الحوار، أهمها تسوير المركز الصحي الجماعة لـ”تغيرت”

بصفتكم رئيسا المجلس القروي لجماعة “تغيرت”، كيف تفسرون غيابا للمداومة في المراكز الصحية على صعيد المنطقة؟

أولا نحن في المجلس الجماعي نسعى جاهدين أن يكون المركز الصحي الجماعي بجماعة “تغيرت”، مركزا متكاملا يقدم الخدمات الصحية في المستوى المطلوب للمواطنين. و المجلس القروي لـ”تغيرت” رفقة رؤساء الجماعات التابعة لقيادة “تغيرت” راسلنا أخيرا وزير الصحة من أجل توضيح للساكنة مجموعة من الأمور المتعلقة بالتغطية الصحية، أهمها توسيع المركز الصحي المتواجد بمركز “تغيرت” و تأهيله ليكون مجمعا صحيا، و وجهنا نسخة من المراسلة إلى المندوب الإقليمي. و في الأيام الأخيرة ثم الاتفاق مع السلطة المحلية و بعض رؤساء الجماعات القروية (بوطروش، أنفك، إبضر)، على أساس استدعاء المندوب الإقليمي للصحة لطرح مجموعة من المشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي بالمنطقة و التي نود تفاديها مستقبلا. منها المداومة المنعدمة خارج أوقات العمل و التي نطمح في تحقيقها خاصة في فصل الصيف، إضافة إلى توسيع المركز الصحي. لهذا سينظم هذا اللقاء مع المندوب الإقليمي للنقاش و الإطلاع على حيثيات الموضوع نظرا لأهميته، و ذلك للنظر في الإمكانيات التي يمكن أن تقدمها الجماعات القروية لإنجاح هذا المشروع، و نحن أيضا في المجلس وفرنا حاليا القطعة الأرضية لتوسيع المركز الصحي الجماعي ليقدم بعض الإختصاصات التي سيستفيد منها ساكنة قيادة “تغيرت” التي تناهز حوالي 40000 نسمة أو أكثر حسب الإحصائيات السابقة، إضافة إلى ما تعاني منه الساكنة من البعد بين المراكز الصحية و إقليمي تزنيت و سيدي إفني، ما جعلنا نؤكد بأن مركز “تغيرت” باعتباره نقطة التلاقي يجب أن يتوفر على جميع المستلزمات والتجهيزات الأساسية و موارد بشرية  لتلقي الإسعافات الأولية بالمركز و عدم التوجه إلى المستشفيات الإقليمية نظرا للبعد الجغرافي.tighirt

لكن السكان لا يعانون من غياب البنيات التحتية وإن ما يعانون من قلة الموارد البشرية، وغياب للمداومة خارج أوقات العمل؟

إشكالية الأطباء و الموارد البشرية مشكل على صعيد الوزارة عموما وليس المنطقة وحدها، نحن لم نقف مكتوف الأيادي  بهذا الخصوص، بل نسعى إلى تخفيف أعباء تنقل الساكنة إلى المراكز الإقليمية بخصوص بعض الأمراض المتداولة كثيرا، منها التوليد و الأمراض في الجهاز التنافسية، و أمراض الأطفال، و كل هذه المسائل نطمح و نعمل جاهدين أن تتوفر لدينا على صعيد الجماعات القروية الخمس من أجل تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، و أوكد أن الجماعة وفرت بقعة أرضية رهن إشارة المندوبية الإقليمية للصحة لتوسيع المركز الصحي بـ”تغيرت”.

ماذا عن المداومة والموارد البشرية، وهل طبيب واحد لـ 20000 نسمة يكفي لتقديم الخدمات الصحية المطلوبة؟

المجلس القروي واعي تمام الوعي بهذا المشكل، و نحن لدينا اتفاق مبدئي مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بسيدي إفني على أساس أن إشكالية المداومة على الأقل يجب أن تحل قريبا، وأن الأطباء و الممرضين المتواجدين على مختلف المستوصفات التابعة لقيادة تغيرت أن يقوموا بالمداومة بالتناوب بالمركز الصحي لجماعة “تغيرت”، إلا أن مشكل إقامة الممرض أو الطبيب المداوم يعيق العملية، وبهذا فإن المجلس القروي جاد من أجل وضع بناية رهن إشارة المندوبية، عبارة عن إقامة خاصة للأطباء أو الممرضين المداومين، و ذلك في إطار مد يد المساعدة من المجلس، و عدم ترك أي فرصة للمندوبية لخلق أعذار بهذا الشأن، و يأتي ذلك أيضا في إطار التنسيق بين المجلس والمندوبية لتكون مساهمة المجلس بالإقامة، و المندوبية عليها أن تضع برنامجا أسبوعيا أو شهريا لذلك في إطار اختصاصاتها، لأننا لا يمكن فرض المداومة على المندوبية الإقليمية في حالة لا تتوفر إمكانيتها، لهذا نسعى إلى إيجاد حل حبي بين كل المتدخلين.

المركز الصحي الجماعي بـ”تغيرت” بدون صور لحفظ وصون كرامة المرضى، من يتحمل مسؤولية عدم تصويره؟، المندوبية الإقليمية أم الجماعة القروية ؟

نحن كمجلس نقوم بواجبنا، و المسؤولية لن أستطيع أن أحملها لأي جهة من الجهات، نحن في المجلس قمنا بمجموعة من المراسلات والملتمسات للجهات المعنية  بهذا الشأن، و وفرنا البقعة الأرضية و أعددنا لها تصميم بعد المصادقة عليها من دورة المجلس، و المندوب حسب قوله ربما بعض الإعتمادات المالية هي التي حالت دون ذلك، ولا أستطيع أن أحمل المسؤولية لأي جهات من الجهات، و الأهم أنني أبرئ نفسي بهذه الخطوات التي قمت بها.

محفوظ مخلوق: عضو الكتابة المحلية لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بقيادة “تغيرت”:

ممرضة تشتغل مرة أو مرتين في الأسبوع وممرض يتحرش بالنساء جنسيا

بصفتكم ناشط سياسي وفاعل جمعوي متتبع للشأن المحلي بجماعة “إبضر” كيف تقيمون الوضع الصحي بالجماعة؟

الحديث عن الوضع الصحي بالمنطقة يعني وضع اليد على مكمن الخلل في هذه المنطقة الغير سعيدة بما راكمته من تخلف وتكلس وشرود عن طرق التدبير المعقولة و الحديثة و العقلانية، أو باختصار الحكامة الجيدة، لأن الحديث عن الوضع الصحي  بجماعة “إبضر” يطرح إشكالات كبيرة لدى السكان و تستوجب الوقوف عند كلياتها قبل جزئياتها، و المنتخبون يتحملون المسؤولية التاريخية في هذا الملف، و ما جماعة “إبضر” إلا نموذج من أمثلة الغياب الصحي بالمغرب عامة، و لكن هذا لا يعني الوقوف عند هذا الحد، فلابد من إسماع الصوت للمسئولين و صناع القرار، و قد تكون منطقة “إمجاط” النقطة التي تفيض الكأس.

ما هي الإختلالات التي يعاني منها المنظومة الصحية بالتحديد؟محفوظ مخلوق

أولا انعدام الضمير المهني والمسؤولية  لدى بعض الموظفين في هذا القطاع، ما جعله وسيجعله يتخبط في مشاكل لا تحمد عقباه، و أستغرب  للمسؤولين أن رغم شكاية الموطنين و رغم ملفاتهم ما زالوا يتسترون على مثل هؤلاء الأشخاص و عن سلوكهم  و أفعالهم، و هذا إشكال كبير جعل جل المواطنين لا يثقون في المستوصف المركزي بهذه الجماعة، والتي هي بدورها (الجماعة) لها دور كبير في احتضان والدفاع عن هؤلاء و خاصة مركز “إبضر”، حيث أن أغلب المواطنين  يلجؤون إلى مراكز صحية أخرى حفاظا على كرامتهم و أخلاقهم و خوفا من وقوع مكروه لدويهم، في حين أن المجلس القروي يتفرج.

و ماذا عن المداومة و التجهيزات الأساسية؟

في هذا الجانب تعاني المنطقة من انعدام الأدوية و عدم احترام الحضور أوقات العمل في جل المستوصفات، و بالتحديد مستوصف “إنـْكـْرْنْ” القروي التي تعاني الساكنة في غياب للممرضة التي لم تحضر إلا مرة أو مرتين في الأسبوع وقت ما شاءت دون حسيب ولا رقيب، إضافة إلى غياب الديمومة في فصل الصيف حيث كثرة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي والحشرات السامة. لذا فيجب على المسؤولين على القطاع الصحي عدم الاكتفاء بالتقارير التي يتوصلون بها من الجهات الرسمية، فالمواطن المسكين المغلوب على أمره يعاني الويلات، و ما يجب القيام به هو تنظيم زيارات ميدانية غير معلنة للوقوف على حجم الكارثة التي يتخبط بها المركز الصحي بـ”إبضر”.

ما هي تداعيات الصراع الدائر حول الممرض الذي كان يشتغل بالمستوصف القروي بمنطقة “إنكــْرن”؟ وما هي تفاصيل القضية؟

في تلك الأيام الصعبة وجد مؤلمة كان الممرض يعامل الناس باحتقار و بتكبر، و ينظر إليهم من برج عال، و يبحث عن خلق لمشاكل لهم، إضافة إلى أنه يشجع على الفساد و يتحرش بالنساء ويهددهن، إلى أن وصل الحد بالسلاح، و لكن بفضل الله و عزيمة الساكنة و جهدهم، و رغم كل التهديدات و الحملات المضادة من أنصاره المنتخبون آنذاك، حققنا هدفنا وهو ترحيله من مستوصف “إنكــْرن”؟  إلى المركز الصحي بـجماعة “إبضر” حيت احتـُضِـن من طرف رئيس الجماعة والمنتخبون بعدما أقدموا على جمع المواطنين من القبائل و الدواوير المجاورة و قيامهم بجميع وسائل الضغط لنتراجع على مطلبنا و قاموا بتهديدنا بكل الطرق من أجل الحسابات الضيقة، و حاولوا الدفاع لعدم ترحيله، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل، و كان ذلك بفضل تدخل عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي آنذاك، و ها هي ساكنة المركز الصحي القروي هي الأخرى تعاني مرة أخرى نفس المعاناة مع نفس الممرض دون أن يتم فتح تحقيق نزيه في الموضوع.

مشاركة الخبر مع أصدقائك

تعليق واحد

  1. massinissa aitkermoune: 2013/11/04 1

    الضاهرة التي أصبحت مخيفة هي التحرش الدي يطال نساء ومداشر إمجاض من طرف بعض المرضين عديمي الضمير على سبيل المتال مستوصف أيت كرمون..

أكتب تعليقك