تـُعتبر الأحزاب السياسية من التنظيمات الوطنية التي يـُخول لها القانون والدستور تأطير وتكوين المواطنين، وذلك عن طريق تنظيمهم وتكوينهم، وإشراكهم في تهيئ وتقييم القرار السياسي، كما تعمل على تمثيلهم بتقديم المرشحين في مختلف الهيئات المنتخبة.
وتـتعد أشكال تأطير الأحزاب للمواطنين، ومنها تكوين الجمعيات والمنظمات الشبيبية لتكوين المناضلين ونشر قيم الديمقراطية والمواطنة، وتأسيس ودعم المنظمات النسائية لتوعية المرأة وإشراكها في الحياة السياسية، مع تنظيم ندوات وحلقات دراسية لتعميق الوعي السياسي والاجتماعي والنقابي.
غير أن إذا استحضرنا هذه الاعتبارات كلها بمنطقة إمجاض بالخصوص، وإقليم سيدي إفني وجهة كلميم عموما، نجد أن الأحزاب السياسية جهويا، إقليميا محليا يقتصر دورها في الحملات الانتخابية والمشاركة فيها وتوعية المواطنين فقط بأهمية التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت بـ”زرقالافات”.
إمجاض على سبيل المثال، تتواجد بها مجموعة من الكتابات المحلية للأحزاب، بعض هذه “الدكاكين” يجهل بعض أعضاء مكاتبها أعضاء آخرين، فيما يجهل الكتاب المحليون لهاته الأحزاب تواريخ تأسيس الكتابات المحلية، فيما أحزاب أخرى يـُقرر فيها الأعيان بدل الكتابات المحلية.
فمتى إذن تستفيق “الدكاكين” الحزبية بإمجاض من سباتها العميقة وتؤدي أدوارها التي يـُخولها لها قانون الأحزاب والدستور، ومتى نرى تلك الأحزاب تكن لها الموافق في قضايا محلية كثيرة؟ ومتى نرى تلك الأحزاب تصدر بياناتها وبلاغاتها في قضايا تهم الشأن العام؟ ومتى تكن هذه الأحزاب ذات سيادة في قراراتها؟
تغيرت نيوز / الافتتاحية
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=28945