عرفت جماعة سبت النابور إقليم سيدي إفني منذ الانتخابات الجماعية لـ 2015 تغييراً على مستوى قيادة تدبير شؤونها، ورافق ذلك نقاش حاد بين مختلف شرائح المجتمع النابوري بين مؤيد ومعارض استمر طيلة ولاية 2015/2021 وهو نقاش لا يخلو في كثير من الأحيان من تمرير أكاذيب ومغالطات من أطراف سياسية أو موالية لها من الأغلبية المسيرة وقتها، الهدف منها أساسا إضعاف المعارضة التي يتزعمها الرئيس السابق الحسين لركو، وتقليل أي فرص له للعودة إلى دفة التسيير مرة أخرى، لاسيما وأن الرجل يتمتع بشعبية جارفة لا يخطئها العين، رجل خبر تجربة التدبير لسنوات طوال، وقدم الكثير من المنجزات في فترة يعرف الجميع اكراهاتها وصعوباتها، ومما يردده المواطنون الذين خبروا الرجل، أنه دائم التواصل…. يرن هاتفه فيجيب … في الصباح الباكر أو حتى في الليل المتأخر !!! … يلبي طلباتهم ويقضي أغراضهم الشخصية، سواء في المستشفى الإقليمي بـ تيزنيت أو في أي مصلحة إدارية أخرى.
قد حكى لي الكثيرون من ساكنة الجماعة كيف أن الرجل لا يتوانى لحظة في الرد على اتصالاتهم الهاتفية دونما تأفف أو امتعاض!!
أسرد بعض التفاصيل عن هذا الرجل الخدوم والتي رأيتها رأي العين أو تلك التي قصها عليها أشخاص ثقاة دون أن يمنعني انتمائي الحزبي من ذلك، وهذا هو واجب الإنصاف !!
مرت إذن ولاية 2015/2021 كما يعرف الجميع، لتأتي انتخابات الثامن من شتنبر لتفرز لنا أغلبية ساحقة من حزب واحد، نتائجها شابها الكثير من الاختلالات و الملاحظات والمؤاخذات، لكن مع ذلك وبالنظر إلى الإمكانيات المادية للأحزاب المتنافسة فإن الرئيس السابق يؤكد مرة أخرى على قوة شعبيته التي تزداد ولا تنقص، ولا أدل على ذلك حصول حزبه على 1600 صوت تقريبا بفارق 300 صوت عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الحزب الذي تفوق إمكانياته المادية وأساليبه حزب جبهة القوى الديمقراطية بكثير ….
اليوم مرت سنتان تقريبا من هذه الولاية والكل مجمع على تردي الوضع السياسي والتنموي بالجماعة، وهنا تفرض المقارنة نفسها بين عهدين وبين رئيسين، ولسان حال الساكنة النابورية يقول: في الليلة الظلماء فقدناك يا لاركو.
يبقى السؤال الأهم الآن: هل ستتعلم الساكنة من هذا الدرس القاسي لصناعة مستقبلها الواعد؟ أم أنها ستكرر الخطأ ذاته وترهن نفسها للمجهول؟.
يكتبه: ابراهيم همان – الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية سبت النابور.
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=45518