إن ما يتعرض له الأمازيغ من عنف وترهيب بسبب اعتزازهم وافتخارهم بالعلم الأمازيغي الذي يرمز إلى الهوية والخصوصية الأمازيغية عبر العالم، خاصة بعد الأحداث التي عرفتها العديد من المدن والتي تمت فيها مصادرة العلم الأمازيغي واعتقال مناضلين من الحركة الأمازيغية وشباب يحمل العلم الأمازيغي، لا يدع لنا شكا على موقف الدولة المعادي لثقافة الإنسان الأمازيغي، ولا يمكن فصله عن التراجعات الخطيرة والالتفاف الممنهج على كل المكتسبات التي انتزعتها الحركة الأمازيغية بعد أربعة عقود من النضال.
فعوض أن يكون ترسيم اللغة الأمازيغية في “دستور ممنوح بغلاف ديمقراطي” مدخلا للإنصاف والعدالة الثقافية واللغوية، تحول إلى ما يشبه المتاهة الكبرى التي تؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من التهميش والاحتقار على أساس لغوي وثقافي. وإن من يعطي الأوامر بمنع نشطاء الحركة الأمازيغية من حمل علمهم الثقافي والهوياتي، يجهل بأن هذا الرمز الممنوع في أرضه، علم ثقافي دولي يرمز إلى الهوية والخصوصية الأمازيغية عبر العالم، ويعود تاريخه إلى السبعينات واعتمد كعلم لكل أمازيغ العالم سنة 1997 بجزر الكناري، بمناسبة انعقاد مؤتمر الكونكريس العالمي الأمازيغي.
إن هذا العلم حضر في كل المحطات التاريخية لشعوب شمال إفريقيا، فقد كان أيقونة الثورة الليبية ضد ديكتاتورية القذافي، كما كان بارزا في مسيرات “تاوادا” و”حركة 20 فبراير” بالمغرب، وله حضور قوي في “الجزائر” و”أزواد”، كما أنه حاضر وبقوة في اعتصام ساكنة “إميضر” المطالبة بحقوقها بالجنوب الشرقي من المغرب. وهو كلما قمع في أرضه ازداد تشبث النشطاء به، حيث أصبح جزءا من حياة الآلاف من العائلات بشمال إفريقيا.
إن قمع وترهيب الإنسان الأمازيغي بسبب تشبثه بالعلم الأمازيغي، ينم عن جهل كبير من السلطات المعنية بأسباب التعلق بالرموز كالأعلام وغيرها. فالنفور من الرموز الرسمية للدولة أمر شائع في بلدان الاستبداد، والتعلق بها ثقافة في الدول التي تحترم المواطن وتضمن حقوقه شاملة وغير مجزأة. وأن مسؤولية ما يقع يتحمله النظام في استمراره في إرسال الإشارات السلبية ذات الصلة بالملف الأمازيغي.
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=701