قد يكون غالبية المغاربة سمعوا تسمية جاموس عند عادل إمام في مسلسلاته القديمة في صعيد مصر، وكثيرون لا يميزون بينها وبين البقر، اللهم في الشكل والحجم. لكن ساكنة الصحراء منذ المسيرة الخضراء يتناولون لحوما موجهة لثكنات القوات المسلحة الملكية يطلق عليها لحم الجاموس و هي معروفة بقلة أو انعدام العظام فيها والتي تكون شهية في الشواء وصعبة الطهي في الطعام ….
وبعيداً عن عملية الإلهاء التي تمارسها جهات على المواطن وهي تستعرض جاموسات قيل أنها هربت في طريقها لتتجول في أرقى أحياء الرباط العاصمة !!! أياما قليلة عن وصول شحنات قادمة من أمريكا اللاتينية لسد الخصاص من اللحوم الحمراء ببلادنا، وسط تنمر رواد التواصل الاجتماعي من شكلها و دواعي استقدامها وعلاقة ذلك بفشل المخطط الأخضر ….
بعيداً عن كل ذلك، وجدت أنه لا بأس أن نقوم برحلة معرفية للتعرف على هذا الكائن الذي حط رحاله ببلادنا و يتجول وسط العاصمة احتفاء بقدومه الرسمي، بعد أن كان يأتي في زيارات خاصة .
الغريب في حكاية الجواميس على وزن الجواسيس أنها تتواجد بكثرة في قارة آسيا، وفي قارة أفريقيا، كما يتواجد في أمريكا الشمالية، ومنه يُصدر إلى باقي دول العالم.
بينما تعيش الأبقار في كل مكان في العالم (باستثناء القارة القطبية الجنوبية) لأنها من أشهر مصادر اللحوم والحليب حول العالم..
معنى كلمة الجاموس محدد للغاية من حيث أنها تشير إلى Syncerus caffer ، وهو نوع يعيش في إفريقيا، فهو فصيلة منفصلة تمامًا عن فصيلة البقر، وهناك جاموس إناث، وجاموس ذكور. الموطن الأساسي للجاموس في البرية، فهو لا يستطيع العيش في المزارع الصغيرة، بل يفضل العيش في البراري، وفي المناطق الشاسعة.
فمن الممكن أن يصل وزنه إلى 2000 رطل، وفي أحيان كثيرة يصل طوله إلى 7 أقدام، ويصل طول ذيلها إلى 3 أقدام.
وهو من الحيوانات آكلة الأعشاب، من الممكن أن يصل عمرها إلى 25 عام.
بما أن اللحوم هي وجبات رئيسية على كل الموائد، نظرًا لقيمتها الغذائية العالية، كما يحب الكثيرين تناولها، إلا أن الفرق بين لحم البقر ولحم الجاموس لا يستطيع تمييزه البعض، فنجد البعض يتساءل هل لحم الجاموس أفضل أم لحم البقر؟.
وحقيقًة لا يمكن لأحد أن يقرر أي طعم أفضل لأن الأذواق متباينة بين البشر.
بينما يمكننا إيجاد الفرق بين لحم البقر ولحم الجاموس، ولكم وحدكم أن تقرروا أيهما أفضل بالنسبة لكم، ولأنكم تعرفون لحوم البقر سأعرض عليكم خصائص لحم الجاموس .
لحم الجاموس له طعم محبب لدي الكثيرين، حيث إنه يحتوي على أكثر من 20% من البروتين كما يحتوي على فيتامين( أ) والأحماض الدهنية , ويقوي جهاز المناعة إذا ما تم تناوله بشكل منتظم، حيث يحتوي على نسبة مرتفعة من الزنك.
وكذلك احتوائه على نسبة كبيرة من أوميجا 3 والأحماض الأمينية، فيحد من الإصابة بالسكتات وأمراض القلب، مما يجعل منه وجبة أساسية للرياضيين، حيث ارتفاع نسبة البروتين به تجعله عاملا أساسيا في بناء الكتلة العضلية.
كما أنه يقوم بدور الحماية من مرض سرطان البروستاتا عند الحرص على تناوله بشكل منتظم.
إضافًة إلى أهميته العظمى للأطفال حيث يسهم بشكل فعال في نمو وتقوية عظامهم.
بالرغم من فوائده المتعددة إلا أن الأطباء دائمي التحذير من مخاطر عدم الاعتدال في تناوله، لما له من أضرار منها:
الشعور بالإرهاق والتعب، حيث أن تناول وجبة لحم الجاموس تستهلك معظم طاقة الجسم أثناء هضمها.
أحيانًا ما يتسبب في حالات آلام المعدة والإمساك، وكذلك الانتفاخ.
المغاربة ألفوا الأبقار التي تسكن بينهم بمظهرها الأنيق، ولم تألف عيونهم بنية وشكل الجاموس الخشنة أو “المقرفة” ، لكن في مجال الاستهلاك فلا يهم الشكل أكثر من اللحوم وفوائدها.
مرحبا بالجواميس في موطنها إفريقيا، ومرحبا بالأشكال الجديدة من الاستهلاك، فمن يستطيع إدخال ” إندومي” إلى منزله وتقديمه كوجبة للأطفال، … و من أدخل إلى بيته اللحوم البيضاء التي لم يكن المغاربة يعرفونها مثل “لاداند” و دجاج “مارادونا” .. لن يجد حرجا اليوم في إدخال لحم “الجاموس”، لأن سنة التطور و حتمية التغيير و تفشي انماط استهلاكية جديدة تجعل الإقبال على كل جديد من طبائع الأمور .
فهل تعتبرون ؟
بقلم الدكتور سدي علي ماء العينين.
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=45515