رسالة تابعمرانت الغير مباشرة
على إيقاع أغنية “أفُوسْ أوكْلْزِّيمْ كَايْبَادْلْنْ أَمَّا نْتَّانْ … سْمْسْدْنْتِيدْ أَرِيتْبِّي سْ إخْفَادْ وَلَسُولْ غْوَادْ” للرايسة فاطمة تابعمرانت، اختتمت ليلة أمس السبت صبيحة يومه الأحد 06-07 غشت 2022 فعاليات مهرجان “أركان” بمركز جماعة تغيرت إقليم سيدي إفني في نسخته الثالثة، والذي نُظم من طرف جمعية أمل ترماست للتنمية الاجتماعية بتنسيق وشراكة مع مجموعة من المؤسسات العمومية والخاصة.
مواكبة إعلامية بالصورة
تنظيم هذه التظاهرة الفنية تحت شعار “شجرة أركان” عرفت مجموعة من الآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، وبين مشجع ومنتقد، كما عرفت أيضاً مواكبة إعلامية لبعض المنابر الإعلامية المحلية التي تهتم بالشأن الفني بالإقليم، والتي اكتفت بنقل “الأحداث” بالصورة عبر صفحاتها الرسمية في الموقع الاجتماعي الفايسبوك، إضافة إلى بث المباشر لبعض الصفحات الفايسبوكية.
حضور وزير بإغلاق طريق
المهرجان الذي نُظم تحت شعار “شجرة أركان .. بين الهوية والجدور”، افتتح يوم الأربعاء الماضي (03 غشت 2022) بحضور مصطفى بايتاس وزير الناطق الرسمي باسم الحكومة ومباركة بوعيدة رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون وعدد من رؤساء الجماعات الترابية المحلية ونواب برلمانيين، الذين شهدوا افتتاح لمهرجان “قيل في حينه” افتتاح ناجح لتمكن الوفد من إغلاق طريق عمومي رئيسي في وجه حركة المرور، نظراً لتنظيم سهرة الافتتاح في طريق عمومي.
الزاويــة الصحيحة
المهرجان المنظم بإيجابية وسلبياته، ورغم النقاش الطويل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم يُناقش مهرجان “أركان” من الزاوية الصحيحة، لا من المعارضين للمهرجان ولا المؤيدين له، ولا من المنتقدين ولا المشجعين، حتى المنابر الإعلامية الإلكترونية الحاضرة لتغطية المهرجان لم تناقش الواقع الحقيقي للتظاهرة، فاكتفى المؤيدين بـ”التطبيل” واكتفى المعارضين بـ”الهجوم” واكتفت المنابر الإعلامية بنقل الصورة من زاوية واحدة.
وجهة نظر: رواج اقتصادي .. وفساد أخلاقي
بغض النظر عن الجانب الإيجابي في نظر المؤيدين المتعلق بالحضور الجماهيري الكبير ليلاً، لا سيما في صفوف الإناث إلى جانب الذكور، القادمين من كل حدب وصوب من قبائل إمجاض والقبائل الأخرى المجاورة، إضافة إلى الرواج الاقتصادي للمنطقة (النقل، المقاهي، البقالة …)، وبغض النظر أيضًا عن الجانب السلبي في نظر المعارضين، المتعلق بالفساد الأخلاقي والتحرش بالنساء وتجاوز الأعراف والتقاليد المحلية، فالنقاش يجب أن يصب حول أهداف المهرجان وماذا تحقق منهـا.
معرض بدون منتوج محلي
جميل جداً أن ينُظم معرضاً طيلة أيام المهرجان، لكن غياب منتوج “أركان” في المعرض، وإن سمي بـ”معرض الصناعة التقليدية” فالأجدر والأحق بالمنظمين، أن يتضمن المعرض منتوج لـ”أركان”، كالزيوت، و”الرحى التقليدية” (أزْرْكْـ) الذي يدخل ضمن الصناعة التقليدية، وغيرهـا من المنتوجات المحلية لجماعة تغيرت بالخصوص وإمجاض عموماً، الغائبين بشكل شبه كلي عن المعرض باستثناء منتوجين محلييــن للصناعة التقليدية لا أقل ولا أكثر، ويتعلق الأمر بـ”زربية بوطروش” و”فخار تغيرت”.
مهرجان “أركان” بدون منتوج “أركَـان”
فإن كان مهرجان يحمل إسم “أركان” الذي تزخر به منطقة “تازروالت” بجماعة تغيرت، فمهرجان “أركان” نُظم بدون منتوج “أركَـان”، وإن كان الهدف من المهرجان التسويق لشجرة “أركان” والترويج للمنطقة، فقد زاغ عن هدفه الحقيقي، وتحول إلى مجرد سهرات فنية، في غياب تام لما يرمز إلى هذه الثروة المحلية، باستثناء ما سمي بـ “يوم تحسيسي لفائدة نساء تغيرت” و”ندوة علمية حول الأركان” عبر ملصق المهرجان.
النساء لتأثيث القاعة
اليوم التحسيسي لفائدة نساء تغيرت حول الممارسات الجيدة لإنتاج وتثمين أركان، لم يحضره سوى أقل من 15 امرأة لا علاقة لهن بـ”أركان” ولسن بمنخرطات في تعاونيات أركان والفلاحة، ثم بهن تأثيث قاعة النادي النسوي بمركز الجماعة، وتم تغييب المعنيات بشجرة “أركان” وعدم تمكينيهن من الحضور، فيما الندوة العلمية حول موضوع المجال الحيوي لأركان وإكراهات التنمية المحلية، موضوع آخر.
غياب المسؤولين
الندوة العلمية حول موضوع المجال الحيوي لأركان وإكراهات التنمية المحلية، نظمت في غياب تام لكل المعلن عنهم حضور الندوة، حيث سجل غياب كل من المندوب الجهوي للوكالة الوطنية للواحات وشجر الأركان، وسُجل أيضاً غياب كل من المدير الجهوي للبيئي والمدير الإقليمي للفلاحة والمدير الإقليمي للمياه والغابات، وغياب الجمعية المنظمة، وحضرت فقط لتأطيـر الندوة التي حضرها أقل من 20 شخصاً ممثلة عن وكالة الواحات وشجرة الأركان، وممثلة برنامج ريفام الكندي إلى جانب رئيس جماعة تغيرت.
توصية للجهة للمنظمة:
من أجل إنجاح هكذا تظاهرة في الدورات القادمة، على الجمعية المنظمة أن تسعى إلى إعطاء أهمية كبيرة لشجرة “أركان” التي قد تنقرض يوماً كما انقـــرض الصبار بالمنطقة، وأن يكون المهرجان وسيلة للوصل إلى الغاية، التي هي الحفاظ على شجرة “أركان” وتثمين منتوجها وتسويقه، لا أن تكون شجرة “أركان” وسيلة للوصول إلى الغاية الأخرى، ولن يتم ذلك إلا بتقييم ما مدى نجاح التظاهرة في تحقيق الأهداف التي نُظمت من أجله تحت شعار: “شجرة أركان .. بين الهوية والجدور”.
توصية للجماعة المحلية:
إذا كانت الجمعية المنظمة والجماعة المحلية لم يوفرا ساحة لتنظيم السهرات الفنية إلا بشق الأنفس، بعد رفض السلطة المحلية تنظيمه أمام بريد المغرب، ورفض بعض ساكنة المركز تنظيمه على أملاكهم في الجهة المؤدية إلى أيت الرخاء، وتمكنت الجمعية والجماعة تنظيمه في مكان آخر قد لا يكون متوفراً في السنة المقبلة لانتشار واسع للبناء بالمكان، ما يتطلب من الجماعة المحلية توفير ساحة عمومية مناسبة لاحتضان مثل هذه التظاهرات في القادم من السنوات.
سعيد الكرتاح: تغيرت نيوز (مركز تغيرت سيدي إفني)
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=45404