عنوان المقال عبارة عن سؤال، وقد يكون مثيراً للانتباه، وقد يفتح المجال لطرح عدة أسئلة كثيرة حول هدف السلطة في إفشال جمعيات النقل المدرسي النشيطة بالإقليم، وهل حقاً للسلطة نية فعل ذلك قصدًا أو دون قصد؟، وأسئلة أخرى كثيرة ستدور في ذهن القارئ بالدرجة الأولى، وكذلك في ذهن مسيري جمعيات النقل المدرسي بالإقليم، ومعها السلطات المحلية والإقليمية بسيدي إفني الذي لها دور كبير في الموضوع.
مناسبة هذا المقال وطرح هذا السؤال، هو انه وبعد أن فشل المجلس الإقليمي لسيدي إفني في توزيع المنح السنوية لجمعيات النقل المدرسي بالإقليم خلال السنة المالية الماضية (2021)، وحرم هذا المجلس الإقليمي بذلك الجمعيات النشيطة بالإقليم من حقها في الدعم العمومي لتسيير المرفق الذي هو أصلاً من الاختصاصات الذاتية للمجلس الإقليمي، ولا زال نفس المجلس في ولايته الحالية يَفشل إلى حد الآن من القيام بدوره في هذا المجال.
لم يفشل المجلس الإقليمي السابق ولا الحالي من دعم الجمعيات وتوزيع المنح السنوية للسنة الماضية والحالية فقط، بل عجز كذلك وعجزت معه اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من توزيع الأسطول (حافلات النقل المدرسي) المتوفر لديهما إلى حد الآن على الجمعيات النشيطة لأسباب قد يجهلها العموم، وقد تكون واضحة للعيان، وقد تكشف الأيام حقيقة ما نود طرحه للرأي العام الإقليمي.
بعد هذا الفشل الكبير للمؤسستين الإقليميتين، لم تجد السلطة الإقليمية مخرجاً لـ”المشكل المصطنع” ولم تجد حلاً للأزمة التي يعاني منها هذا المرفق الاجتماعـي الهام، سوى أن تُشرف على تأسيس ما سيُسمى “بهتاناً” بــ”فيدرالية جمعيات النقل المدرسي بإقليم سيدي إفني”، ويرتقب تأسيس هذا الإطار تحت إشراف السلطة، وسيتم انتخاب مكتب مسير على “المقاس” الذي تريده، ويريده معها المجلس الإقليمي وبعض المنتخبين بالإقليم.
السؤال، ما دور هذه الفيدرالية؟، قد يكون الجواب الصحيح والحقيقي بعد التأسيس، وأتمنى أن أكون مخطئاً، وأن تكون النتيجة عكس ما أتوقعه، لكن الجواب هو: أنه بدلاً من توزيع المنح والدعم وأسطول النقل المدرسي على الجمعيات المسيرة للمرفق بالإقليم وفق دفتر تحملات خاص، ووفق الأولويات، ووفق الخدمات التي تقدمها الجمعية لفائدة المستفيدين، سيتم دعم هذه الفيدرالية التي ستتولى توزيع الدعم حسب الولاءات الحزبية والانتخابوية، بالتالي، تخلي السلطة الإقليمية والمجلس الإقليمي على دورهما لفائدة جهات أخرى ستكون سبباً في إفشال الجمعيات الأكثر نشاطاً بالإقليم، على سبيل المثال لا الحصر، الجمعيات الثلاث النشيطة بشكل يومي بقيادة تغيرت.
هذا المقال مجرد إشارة لتلك “الشجرة التي تُخفي الغابةً” والتي قد تسقط لاحقاً لنرى الغابة وما تُخفيه، والموضوع سنعود إليه لاحقاً لسرد تفاصيل إشراف السلطات على تأسيس فيدرالية هدفها غير واضح، ومسودة قانونها الأساسي أُعد من طرف جهات لها أهداف على المقاس، خاصة وأن لجنة تحضيرها لا يعرفها إلا السلطة ومن يدور في فلكها.
سعيد الكرتاح: تغيرت نيوز
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=45215