فريق تامونت إمجاض، اختلطت فيه السياسة بالرياضة، فأصبحنا لا نميز بين فريق رياضي أو فريق مع الأغلبية أو المعارضة، فأصبح ملعباً لتصفية الحسابات السياسية تارة أو المزايدات تارة أخرى. ويصدق عليه المثل الأمازيغي :” أودْمْ إتُّوشْرَاكْنْ أورْ جُّو رَا يَّارُودْ”.
المشكل أكبر بكثير مما قد نتصور، فمشكل فريق تامونت إمجاض قد يقال عليه: “خرج من الخيمة مايل”، أو جنين ولد مشوهاً، أو بالأمازيغية: “إجّي فْ لْعْضْبَانْ”، بداية من التأسيس ومخاضه، مروراً بالتسيير وخباياه، ووصولاً إلى حصد الهزائم المتتالية والمتكررة .
المجالس المنتخبة كلها سيدة قرارات نفسها وملزمة بقوة القانون بتطبيقه، ولديها أولويات اجتماعية و اقتصادية تنموية قبل الرياضة والثقافة، المجالس الجماعية غير ملزمة بدعم جمعية رياضية لأنها ليست الجمعية الوحيدة التي تنتمي إلى المنطقة ومن حق جمعيات أخرى تنموية كجمعيات المياه الصالحة للشرب وجمعيات فلاحية أو جمعيات محو الأمية أو غيرها -من حقها- أن تطالب نفس المجالس بالدعم من أجل إتمام برامجها، وما أكثرها في المنطقة.
ومن بين مشاكل الفريق، لابد أن نتحدث عن التسيير، لأن الاعتماد على دعم المجالس الجماعية في مثل جمعية تامونت إمجاض سيجعلها في دوامة من الخصاص المزمن أو الدخول في حلقة مفرغة، أو بالأحرى الموت المؤجل، خاصة وأن الجمعية يمكن أ، تبحث عن الدعم من المستشهرين والمحتضنين ومن المنخرطين كرجال أعمال بالمنطقة أو من المؤسسات الجهوية وغيرها لكي تضمن لنفسها البقاء و الاستمرار في أفق تطويرها والسير بها قدماً إلى الأمام.
ينضاف إلى ذلك حسن التسيير، وكذلك العنصر البشري كأحد أعمدة التسيير، لأن الغيرة على المنطقة أو “السعر ف تمازيرت” وحدها لا تكفي، وحب المنطقة وحده لا يكفي لتسيير فريق لكرة القدم لما يتطلب ذلك من حنكة و “ديبلوماسية ” وتجربة وخبرة في التسيير بالإضافة إلى الكفاءة الرياضية لاختيار اللاعبين والأبطال وغيرها، ينضاف إلى كل ذلك البنيات التحتية الرياضية كالملعب الرئيسي و ملاعب خاصة بالتدريبات ومصاريف الصيانة و…..الخ، التي تعتبر الحد الأدنى من شروط الحفاظ على بقاء فريق في قسم الهواة.
إن كانت العصامية والموهبة مطلوبة داخل المستطيل الأخضر في لعبة كرة القدم، فإن تسييره (فريق لكرة القدم ) يشبه إلى حد كبير تسيير شركة، بل وينطبق عليها ذلك لأنها متشابهة في العديد من العناصر وينطبق عليها ما ينطبق على الشركات والمقاولات كالمحاسبة ومنطق الربح والخسارة والعنصر البشري وغيره ….. إذ يتطلب تسيير كلتا المؤسستين قدر كبير من التجربة والحنكة في مجال التسيير للوصول إلى بر الأمان مع الحفاظ على جرعة زائدة من الغيرة على المنطقة وتنميتها.
وأخيرا لا نريد أن يفهم مما قلنا أننا نضرب في مصداقية وكفاءة المكتب المسير لجمعية تامونت إمجاض، فعناصر المكتب المسير مشهود لهم بالكفاءة والصدق والإخلاص في مهامهم، وتفانيهم في علمهم وصبرهم على النقد السلبي الذي لم ينال من عزيمتهم، ورسالتنا موجهة إلى كل الضمائر الحية المجاطية من أجل العمل يدا في يد، ونرغب أيضا في فتح نقاش صريح وجاد على صفحات هذا المنبر الحر، عسى ولعل أن تنقد تامونت إمجاض وتعود إلى عهد سابقها.
علي سلام (صحفي): تغيرت نيوز
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=45211