تغيرت نيوز
بسبب القرارات العشوائية لبعض من المؤسسات، أصبح تلاميذ وتلميذات العالم القروي ضحايا “المؤسسات العمومية” وقراراتها العشوائية. وزارة التربية الوطنية نـموذجاً. فبغض النظر عن قراراتها العشوائية في ما يتعلق بالأساتذة والأستاذات الذين فُرض عليهم التعاقد، هناك قرارات أخرى تتعلق بالتدابير الاحترازية للوقاية “من استفادة التلاميذ والتلميذات من حقهم في التعليم”، وليس التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
للتوضيح أكثر، واختصار المقال على منطقة معينة، جماعة تغيرت إقليم سيدي إفني على سبيل المثال لا الحصر، حيث ثم تقسيم التلاميذ بالثانوية التأهيلية محمد اليزيدي إلى فوجين، الفوج الأول والثاني، وذلك بسبب قرار عشوائي ساهم فيه الجميع، الوزارة المعنية ومديريتها الإقليمية وأكاديميتها الجهوية وإدراة المؤسسة وجمعية الآباء وجمعيات المجتمع المدنـــي وكافة المتدخلين، دون أن ننسى اللجنة المحلية لـ “اليقظة الوبائية” بالجماعة.
تقسيم التلاميذ إلى فوجين تنعدم فيها أبسط شروط التعليم وتكافؤ الفرص، ليس بين التلاميذ في العالم القروي وزملائهم في الحواضر فقــط، وليس بين التلاميـذ بجماعـة تغيرت وزملائهم بالإقليم، كما أنه ليس بين التلاميـذ من مستويات مختلفة من نفس المؤسسة، بل بين تلاميذ وتلميذات من نفس المستوى والشعبة ويدرسهم نفس الأستاذ داخل نفس المؤسسة.
تلاميذ وتلميذات الفوج الأول بالثانوية التأهيلية محمد اليزيدي لم يستفيدوا من حقهم في التعليم على غرار زملائهم من نفس المستوى والشعبة منذ 17 أكتوبر 2020، حيث آخر يوم ولجت أقدامهم المؤسسة بشكل فعلي، بسبب التفويج والعطلة البينة وإضراب الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد.
وبعملية حسابية بسيطة، فالفوج الأول بالثانوية التأهيلية محمد اليزيدي لم يستفيد من حقه في التعليم فعلياً منذ 17 أكتوبر إلى غاية 14 نونبر، على عكس الفوج الثاني، بالتالي فهذا دليل على غياب تكافؤ الفرص بين تلميذين من نفس القسم ومن نفس المستوى ومن نفس المؤسسة، وهذا أيضاً يُعتبر كارثة بكل المقاييس أكثر من كارثة “فيروس كورونا” الذي لم يعد يثير اهتمام أحد. وهذا ما يُطرح سؤالاً من يتحمل المسؤولية؟.
بالتالي، فمن أجل تكافؤ الفرص، على وزارة التربية الوطنية عموماً والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلميم واد نون والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بسيدي إفني وإدارة الثانوية التأهيلية محمد اليزيدي وباقي إدارة المؤسسات التعليمية بالإقليم “إلغاء” ما يـُسمى “بالتفويج” و”التعليم بالتناوب” لأنه لا وقاية تـُرجى منه إلا داخل الفصل الدراسي، وعلى الإدارات المذكورة أعلاه زيارة أمام أبواب المؤسسات التعليمية في فترة الدخول الصباحية والخروج المسائية، حيث هناك تقف “كورونا” تسخر من قرارات عشوائية لدولتنا المحترمة.
تغيرت نيوز تتوفر على صور لتلاميذ وتلميذات أمام مجموعة من المؤسسات التعليمية (الثانوية التأهيلية بالخصوص على صعيد إقليم سيدي إفني)، مع فيديوهات، توضح تلك الصور والفيديوهات أن “التفويج” “والتعليم بالتناوب” مجرد أضحوكة على أبناء الشعب في العالم القروي.
السؤال الجوهري: كيف يجتمع 400 تلميذ وتلميذة أمام بوابة المؤسسة قبل الدخول بنصف ساعة يلعبون يمرحون، في غياب تام للتباعد الاجتماعي والتعقيم وانعدام البروتوكول الصحي، ويُطبق البروتوكول الصحي داخل قاعة الدرس فقط؟.
استحيوا يرحمكم الله ..
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=44692