تغيرت نيوز
يعيش إقليم سيدي إفني عموماً وإمجاض خصوصاً حالة من الترقب، لما ستؤول إليه الأوضاع الصحية نتيجة تسجيل 03 حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في صفوف رجال ونساء التعليم بكل من الثانوية التأهيلية محمد اليزيدي بجماعة تغيرت ومركزية مجموعة مدارس الازدهار بنفس الجماعـة، لتكون بـذلك أولى حالات إصابة بفيروس كورونا بإمجاض منذ انتشار الجائحة إلى غاية كتابة هذه السطور، دون احتساب بعض من أبناء المنطقة الآخرين المصابين بالفيروس في مناطق إقامتهم.
صحيح أن سكان المنطقة تعاملوا مع الجائحة في الآونة الأخيرة بنوع من اللامبالاة، وتعاملوا مع خبر إصابة رجال ونساء التعليم المذكورين سلفاً بشكل عادي كأن شيئاً لم يقع. لم يعد هناك هاجس الخوف كما هو الشأن في بداية الجائحة، كأنهم يعلمون يقيناً أن الفيروس ليس بتلك الخطورة التي روج لها الإعلام في بدايته. وساكنة إمجاض سيتذكرون لحظة انتشار خبر إصابة أحد المهاجرين من أبناء المنطقة بجماعة تغيرت أبريل الماضي، وكيف ساهم التسجيل الصوتي عبر تطبيقات الواتساب إلى انتشار الخوف بسرعة البرق بالمنطقة، وأيادي الساكنة على قلوبهم إلى أن تأكدت سلبية نتائج تحليلاته.
الذي جعل منطقة إمجاض يتعاملون مع فيروس كورونا كباقي الأمراض العادية، كالزكام وغيره، هو أن الواقع أثبت لهم أن الفيروس ليس بتلك الخطورة التي روج لها الإعلام العمومي، “صلاح الدين الغماري” نموذجاً، وليس بتلك الخطورة التي روجت له السلطة بتعاملها مع الفيروس بـ”المقدمين ورجال القوات المساعدة والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المسلحة أحياناً” بدل من مواجهته بالتوعية والتحسيس وتوفير المستشفيات ولوازم طبية وغيرها من الإمكانيات التي يمكن بها مواجهة انتشار الفيروس.
كيف أصيب الأستاذ والأستاذتين بفيروس كورونا؟ ولم يـُصاب باقي الأساتذة والأستاذات والأطر الإدارية والتلاميذ والتلميذات؟ سؤال برئ يـُطرح بشدة في انتظار إجابة مقنعة من طرف الجهات الرسمية. وكم عدد الأساتذة بجميع المؤسسات التعليمية بإمجاض بجماعاتها الترابية الخمس أصلاً؟ لن يتعد العدد الإجمالي 300 أستاذة وأستاذة، وأغلبهم من أبناء المنطقة، إن لم نقل نسبة لا تقل عن 80 في 100 منهم من أبناء منطقة إمجاض وأيت الرخاء والمناطق المجاورة، ونسبة أخرى أخرى أبناء الإقليم والجهة، وقلة قليلة من رجال ونساء التعليم أتوا من المدن التي صنفت ضمن البؤر.
لنعد قليلا إلى الواء قبل شهرين تقريباً، آلاف من أبناء المنطقة الوافدين من جميع المدن التي انشر فيها الفيروس بشدة، الدار البيضاء، مراكش، طنجة، تطوان، فاس، مكناس، وغيرها من المدن، قادمين من هناك في تلك الظروف التي أعلن فيها وزير الداخلية إغلاق المدن الثمانية، والجميع يعلم ظروف التنقل تلك الليلة، وما صاحب ذلك من اكتظاظ كبير بالمحطات الطرقية ومحطات الأداء ومحطات الاستراحة وغيرها من المحطات، وكيف أصبحت المراكز والأسواق القروية “جماعة تغيرت نموذجا” وجهة لكل الوافدين بالآلاف، ورغم ذلك لم تـُسجل أي حالة إصابة بالفيروس.
كيف ذلك؟ يجيب البعض لأنه لم يتم إجراء أي تحليل في تلك الظرف، ويضيف، لو تم إجراء التحاليل لتم اكتشفا مئات من الحالات المؤكدة بإمجاض. صحيح لم يتم إجراء أي تحليلة أنذاك، لكن صحيح أيضاً أنه لم يمت أحد بسبب الفيروس بإمجاض، بمعنى ليس بتلك الخطورة التي روجها “صلاح الدين الغماري” وأمثاله، وتصبحون على مغرب أفضل من هذا الذي نحن فيه.
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=44634