لا أدري لماذا احتجاجات فئة من المواطنين، مرتبطة دائماً بما هو غذائي. حيث كثير من الرسائل الاحتجاجية تلقيناها بموقع تغيرت نيوز من طرف مجموعة من المواطنين ينددون ويستنكرون إقصائهم من الاستفادة في بعض القفف التي يتم توزيعها للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا، وبمناسبة رمضان المبارك 1441 هجرية.
منظر أشاهده بين الفينة والأخرى، أعتقد أحياناً عند مصادفتي لمثل هذه المشاهد التي تهين كرامة الإنسان، أننا نعيش في زمان المجاعة، أشاهدُ كيف يتهافت المواطنين على سيارة نقل البضائع (بيكوب) وعلى الشاحنات التي تنقل هذه المساعدات إلى بعض دواوير الإقليم، وكيف تنظيم العملية برجال الأمن والقوات المساعدة، وأشهاد فرحة المستفيد وحزن من أقصي من الاستفادة لأي سبب من الأسباب.
تسجيلات صوتية، وأخرى بالصوت والصورة هنا وهناك، ينددون بسياسة الإقصاء والممارسة الانتخابوية في توزيع القفف، وحتى في توفيرها أحياناً، سواء لدى المجالس المنتخبة أو لدى بعض مؤسسات الدولة الأخرى وكذا مساعدات المحسنين/الانتخابويين. فهناك من يوجه التهمة إلى هذا العضو الجماعي أو ذاك، وهناك من يواجه أسهم الاتهام إلى المنتخبين عموماً والسلطات المحلية وكل المشرفين عليها أيضاً.
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن البعض لا يزال ينهج سياسة جُوْعْ كْلْبْكْ إتْبْعَكْ، ويضربون عرض الحائط بالمثل القائل: “لا تعطيني سمكة، بل علمني كيف أصطادها”، وينهجون سياسة جُوْعْ كْلْبْكْ “الناخب” إتْبْعَكْ أيها “المنتخب”. في غياب تام لهيئات جمعوية مدينة استطاعت توعية المواطنين أن “العيش الكريم” حق من حقوق المواطن، وإن “القفة” إهانة للمواطن المعوز وليس تكريم له.
كل أولئك الذين يـُنددون ويستنكرون اليوم هذا الإقصاء من “القفة” لم يسبق لهم التنديد والاستنكار، لضعف وانعدام الخدمات الصحية، فتجدهم يتزاحمون أمام العيادات الطبية الخاصة لانعدام الطبيب في المركز الصحي العمومي، ولا أحد منهم يـُحرك ساكناً، وغيرها من الحقوق المشروعة التي تنازلوا عليها، ولم يستطيعوا التنازل عن “القفة المهانة”، على سبيل الحق في التعليم أيضاً وغيرها من الحقوق.
سعيد الكرتاح: تغيرت نيوز
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=43941