تغيرت نيوز
احتلت مظاهر التكافل الاجتماعي، والتضامن الإنساني الحيز الوافر من النقاش العمومي في ظل ما يشهده المغرب من تفشي وباء كورونا، ومعه العالم أجمع، وهو أمر لم يكن وليد الصدفة بل قيمة جبل عليها المغاربة، وتوارثوها أبا عن جد، فتراهم يهبون لتقديم يد العون والمساعدة، والتآزر في كل المناسبات، وتحتفظ الذاكرة المغربية بعملية “تيويزي” التي كانت ولا تزال قيمة تعمل بها عديد المناطق بالمغرب، وتعني من جملة ما تعنيه من معاني المساعدة وتقاسم العبء الاجتماعي بين الأسر، أيام الحصاد والدرس، والحطب والغرس وغيرها من كافة مناحي الحياة، وإذا كان المغاربة يهبون إلى تنظيم قوافل التضامن وجمع التبرعات والمساعدات المادية أو الغذائية للتخفيف من الآثار السلبية اقتصادية واجتماعية، ناتجة عن الأوبئة والكوارث الطبيعية التي تجتاح بلادنا في أزمنة متفرقة، فإن ذلك لا يمنع من التأكيد على أن الحاجة ماسة إلى القطع مع ثقافة الاتكالية، وتجنب تفريخ أجيال عالة على المجتمع، لا تنتج أي شيء وإذا انتجت اقبر انتاجها في المهد.
المغرب اليوم يخطو بخطى ثابتة نحو تجاوز أزمة كورونا، بصبر أبناءه وتضامنهم، لكن الحاجة ملحة لإعادة النظر في البرامج والسياسات العمومية الموجهة للأفراد، نعم لصناعة محلية، واقتصاد اجتماعي، وتضامني قريب من الفلاح، من الصانع التقليدي، من رب الماشية، من عامل البناء، نعم لتشجيع الابتكار، لتعميم المبادرات ومأسستها، نحو حماية اجتماعية، وتغطية صحية، وضمان اجتماعي يقي العمال من التشرد، يغنيهم عن السؤال في زمن الجائحة، نعم لرد الاعتبار للبقال، لعمال النظافة، لأن بذلك نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي، ونكون في غنى عن تغذية فكرة الاتكال والعيش عالة على المجتمع، وعلى ايقاع المساعدات.
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=43871