الرئيسية » أغراس أغراس » منبر الأحرار »

الشباب والسياسة بالمغرب

يمثل الشباب مورداً بشريا رئيسيا للتنمية وعاملا مؤثراً يساهم في التغير الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والابتكار التكنولوجي، ويمثل بما لديه من خيال ومثل وطاقات هائلة وعنصر أساسي للتنمية المستمرة للمجتمعات التي يعيشون فيها، إلى جانب دورهم الكبير في تشكيل وصياغة المستقبل بتحدياته ورهاناته.

إن الشباب يحظى باهتمام خاص في السياسات والبرامج الحكومية، غير أن طبيعة هذا الاهتمام تختلف درجاته لدى البلدان المتقدمة عنه في البلدان النامية، التي لا ترقى سياستها إلى درجة الاستثمار والتنمية في أبعادها الشاملة. وتعتبر الفئة الشبابية أكثر حساسية على المستوى الإجتماعي بالنظر إلى ما يميز وضعها فهي الأكثر توجها نحو المستقبل، إلا أنها في الوقت ذاته الأكثر تعرضاً للأزمات والتحديات، حيث تبقى في حلقة محصورة بالمشاكل والإكراهات والصعوبات، كما أنها تشكل عبئاً ثقيلاً في السياسات العامة في نظر صانعي القرار، عبء يشمل مجالات متعددة يتقاطع فيها السياسي بالاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والثقافي وغيرها.

فالشباب عنصر أساسي في التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم والأجيال المقبلة على السواء، لذلك فإن هناك حاجة ملحة لتصميم السياسات والبرامج المتعلقة بالشباب وتنفيذها على جميع المستويات، وستؤثر الطرق التي ستعالج بها هذه السياسات الخاصة بالشباب على الظروف الاجتماعية والاقتصادية الحالية، ويجيب تشجيع الشباب المغاربة للولوج للأحزاب والمشاركة في العمل السياسي، وأنه لا يمكن أن يغير الناس نظرتهم للسياسة دون اهتمام الشباب بالسياسة، وولوجهم لعالمها و الوضع لا يمكن أن يتغير نحو الأحسن والأفضل، دون إشراك الشباب في العمل السياسي والمشاركة الفعالة. وعلى الأحزاب أن لا ينفروا المغاربة من السياسة وتشجيعهم لها والاستماع إلى آرائهم وتقديم الحلول الناجعة لهم, وهذا يؤدي إلى نمو أفكار جديدة وزرع الروح بالمشهد السياسي وتجديد الأفكار.ذ

وفي كل خطابات الملك يؤكد وحريص دئماً على تشجيع الشباب المغاربة على ولوج السياسة، وهذا في حد ذاته استثمار لأن الشباب هو الحاضر والمستقبل. أما دون ذلك يؤدي بشكل مُلفت إلى إقصاء الأطر والأدمغة وتنامي شخصيات ديكتاتورية ومصلحية بظرفية محددة الزمن، وغياب رؤية واقعية واستشرافية لتحديات الحاضر والمستقبل، هي إذن مجموعة من العوامل، تضع الأحزاب السياسية في موقف متناقض مع خطاباتها بل حتى رهاناتها كيف لا وأن من ينادي باستقطاب الأطر الشابة ما زال يضع حواجز ويتخذ مواقف احترازية منهم.

نشاهد اليوم حزب رسم له هداف واضح وهو نموذج يُنادي بتشجيع الشباب والنساء في الحقل السياسي ويؤكد عليها من خلال مشروعه مسار الثقة الذي رسمه حزب سياسي مغربي، مشروع نموذجي بكل المقاييس. نتمنى كل الأحزاب الأخرى أن تسلك نفس الخط لأن بلدنا تراهن على نهج سياسة حكيمة تسعى إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

بقلم: البشير أنوار

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك