مستشفى القرب … الحلم المؤجل، أو الحلم الضائع إن صح التعبير. قيل ذات يوم خلال أشغال لقاء تواصلي نـُظم بالمناسبة بقاعة الاجتماعات بمقر جماعة تغيرت من طرف رئيس هذه الأخيرة، “المستشفى القرب سيـُحدث بجماعة تغيرت أو لن يـُحدث أصلاً بدائرة لاخصاص”، وفي ذات الاجتماع، قال رئيس جماعة أنفك، “لا يمكننا كرؤساء الجماعات الترابية الخمس لإمجاض أن نـُصرح للعموم بكل التفاصيل وبكل ما نقوم به من أجل إحداث هذا المرفق العمومي بمنطقة إمجاض، وبالتحديد جماعة تغيرت”.
لا أريد الحديث مُجدداً عن هذا الموضوع، الذي أصبح مملاًّ، لولا مناسبة أليمة، حيث فقدت جماعة تغيرت ضحية جديدة من ضحايا اللا صحية بالمنطقة، وودعت المنطقة بكل أسى وأسف شديدين امرأة حامل توفيت وهي شابة، وتوفي مولودها بعد أن نـُقِلَتْ من جماعة تغيرت إلى تيزنيت، ومن هناك إلى أكادير، لتضع مولودها الذي لم يـُكتب له أن يعيش في هذه المنقطة “المهمشة”، وشاءت الأقدار وغياب الصحة العمومية أن يَكُون طيراً من طيور الجنة.
لا أدري حقيقةً كيف يشعر رؤساء الجماعات الترابية الخمس لإمجاض، وهم يعلمون جيداً أن سيدة حامل توفيت كون المركز الصحي الجماعي بجماعة تغيرت لا يتوفر على الامكانيات المادية والبشرية اللازمة لإنقاذ أرواح النساء الحوامل، ولا حَلَّ من طرف الأطر بهذا المركز الصحي إلا توجيه مثل هذه الحالات إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بمدينة تيزنيت.
هذا الأخير الذي ينتقم من كل النساء الحوامل القادمات من هذه المناطق التابعة إدارياً لإقليم سيدي إفني، بتوجيههن إلى ما يـُسمى زوراً بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، أو ما يـُطلق عليه بـ”المجزرة البشرية”، حيث كل من تدخل إليها ناذراً ما تخرجُ منها إلا وهو جثة هامدة، وما المرحومة الشابة ومولودها إلا خيرُ دليل ووصمة عار على جبين المنتخبين بالمجالس الجماعية، الذي يتصارعون من أجل كل شيء إلا من أجل المصلحة العامة.
أين الوعود الزائفة أن المستشفى القرب سيـُحدث بجماعة تغيرت أو لن يـُحدث أصلاً بدائرة لاخصاص؟ كيف يشعرُ صاحب الوعد المفقود وهو يـُشاهد المندوب الإقليمي للصحة بسيدي إفني يـُقدم عرضاً حول بنك مشاريع الخاصة بالعرض الصحي الجهوي، وهو يضع بين قوسين عبارة وبخط عريض (مستشفى القرب بجماعة لاخصاص بموافقة من الوزارة) أثنا تقديمه عرضاً أثناء أشغال دورة المجلس الإقليمي لسيدي إفني؟
أين غيرة من قال: “لا يمكننا كرؤساء الجماعات الترابية الخمس لإمجاض أن نـُصرح للعموم بكل التفاصيل وبكل ما نقوم به من أجل إحداث هذا المرفق العمومي بمنطقة إمجاض، وبالتحديد جماعة تغيرت”؟. لا تـُصرحوا لنا بذلك، صرحوا لنا فقط بحقيقة الخلاف بين هؤلاء الرؤساء جميعاً، منذ أن خرج رئيس جماعة بوطروش عن الفريق، وغَرَّدَ أعضاء مجلسها خارج السرب.
صرحوا للناخبين فقط بحقيقة الخلاف حول موضوع مستشفى القرب بين رئيس جماعة أنفك ورئيس جماعة تغيرت، وما مصدر هذا الخلاف؟، وصرحوا لنا بحقيقة “المستشفى مَغَادِيشْ يْدَّارْ في زَاكُورْ، يْمَّا يْدَّارْ في تِغِيرْتْ أو إدِّيوْهْ أيْتْ لاخصاص”، صرحوا لنا لماذا لم تؤسسوا مجموعات الجماعات التي أسسها “أيت لاخصاص”، وصرحوا لنا “لماذا لم توفروا العقار” كما فعلوا “أيت لاخصاص”.
سعيد الكرتاح: تغيرت نيوز
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=40944