الرئيسية » أغراس أغراس » كلشي باين »

ماذا لوكان عبد الوهاب بلفقيه رئيساً لجهة كلميم واد نون …

يقول اينشتاين: “المنطق ينقلك من النقطة واحد إلى النقطة اثنين، بينما الخيال ينقلك إلى كل مكان”.

ماذا لو كان بلفقيه رئيسا للجهة؟

لنتخيل  أن السيد أوبركا التزم بالعهد الذي قطعه في الثلث الأخير من ليلة الاثنين بمنزله بطانطان أمام أبودرار وبلفقيه وبدل أن يقفل هاتفه على الساعة السابعة صباحاً، لبس بذلته الزرقاء واتجه إلى كلميم ورفع يده البيضاء مصوتاً على عبد الوهاب بلفقيه رئيسا للجهة.

لنتخيل ماذا كان سيكون مصير الجهة لو أن هذا حدث، ونحن نؤمن أن “لو” تفتح عمل الشيطان. ربما كنا سنصل إلى خمس خلاصات تزكيها هذه التحولات غير المرئية التي أصابت العقل السياسي والمنطق الانتخابي بالمنطقة ..

أهمها أننا كنا سنكسب رئيسا داهية يعرف دهاليز المجالس وعناوين الاستثمارات والميزانيات الضخمة وهو الذي خبر التسيير لأزيد من عقد من الزمن، وربما لم يتسلل مصطلح البلوكاج إلى جهازنا المفاهيمي، وربما كنا سنرى طرقا ومستشفيات وملاعباً ومدارساً.

ولكن من جهة أخرى، ربما كنا أيضا سنعيد سيناريو ولد الرشيد في مدينة العيون بقوته وتفرده وتحكمه في كل مفاصل الجهة والتي لم يشفع له إلى حد الآن سوى حجم الاستثمار المنجز هناك،  وربما أيضا قد نكون احترمنا المنهجية الديمقراطية كما يسميها رفاق اليوسفي حين تم تعيين إدريس جطو على رأس الحكومة بدل الحزب الذي حصل على أغلبية الأصوات.

الخلاصة الثانية لو كان بلفقيه رئيساً للجهة ربما فزنا بمعارضة نزيهة وشرسة يقودها دكتور في القانون ووزيرة  في الحكومة وفريق يسير حزبه الحكومة. وربما حصلنا على توازن أشبه بتوازن الرعب خلال الحرب الباردة، بحيث ستسير أمور الجهة بشفافية مُرغمة  تمنع أي شطط في استعمال المال العمومي وسيضرب الرئيس ألف حساب قبل أن يأمر بصرف أي درهم ولو في منح فاتورة بنزين لنقل فريق كرة القدم. وربما من جهة أخرى كنا سنرى سقوط عورات مستشارين آخرين أمام نفوذ عائلة بوعيدة التي لن تقعد في وضعية المتفرج.

الخلاصة الثالثة، لو كان بلفقيه رئيساً ربما لم يتمرد بوليد رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني ولا إفردان رئيس المجلس الإقليمي لكلميم ولا العديد من رؤساء الجماعات منحهم بلفقيه تزكيته ودعمه، وربما صار الكل يعزف لحنا واحدا داخل سمفونية الحركة الوهابية. وربما سيتجسد  المفهوم الحقيقي للالتقائية بين رؤساء جماعات ورئيس الجهة. ومن جهة أخرى ربما سنعاين نهاية تاريخ الأحزاب الصغرى بالجهة ولن يصير بلفقيه رقماً صعباً، بل معادلة سياسية أكبر من جهة واد نون.

الخلاصة الرابعة، لو كان بلفقيه رئيساً ربما كانت دورات المجلس ستمر بدون بيض ولا ماطيشة، وكنا سنتابع مرافعات قوية للطرفين، وربما لن تمنع الصحافة من نقل مجريات الدورات بدل تسريبات مقاطع لفيديوهات مختارة، وربما صارت الصحافة شريكاً حقيقياً للجهة، لأن الجميع يعرف القدرة الرهيبة لبلفقيه في استعمال الألة الإعلامية، ولكن من جهة أخرى ربما لن تسلم المنابر الاعلامية من توظيف رئيس الجهة لها في البروباغندا وربما في حروب استباقية للمحافظة على أغلبيته وتلميع صورة انجازاته في إطار “النفط مقابل الطعام”.

الخلاصة الأخيرة، ربما لو كان بلفقيه رئيساً لجهة كلميم واد نون، لما جلسنا إلى اليوم نترقب هلال عيد الفطر ونترقب معه قرار وزارة الداخلية بشأن مجلس الجهة وأغلبنا يشكو من توقف مشاريع الطرق والمستشفيات والملاعب والمدارس ..

يقول أينشتاين: “الخيال أهم من المنطق، فالمنطق ينقلك من النقطة واحد إلي النقطة اثنين، بينما الخيال ينقلك إلي كل مكان”.

مبارك عواشيركم

يكتبه محمد أنفلوس: نون بوست

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك