انطلق موسم جني الزيتون وتحويله إلى مادة الزيت بمختلف جماعات اقليم تيزنيت، وخصوصا الجماعات التي تنتشر فيها زراعة الزيتون كما هو الحال بالنسبة الى جماعة الركادة ويجان … وتخلف عمليات عصر الزيتون نفايات سائلة وصلبة وهي «المرجان» و«الفيطور»، وتؤكد العديد من الأبحاث العلمية أن مخاطر مادة «المرجان»، تتجلى في مكوناتها السامة والمعقدة من حيث تركيبتها، والمستعصية من الناحية العلمية حتى الآن، على المعالجة.
وتخلف عملية عصر الزيتون كل سنة أضرارا بيئية خطيرة ، بسبب قيام مجموعة من أصحاب المعاصر بالتخلص من مادة “المرجان” بشكل عشوائي في الوديان ومجاري المياه والأراضي العارية.. وعكس باقي الأقاليم، لم تنفذ السلطات الاقليمية بتزنيت أية حملات تحسيسية لفائدة أرباب المعاصر من أجل حثها على احترام كناش التحملات وإلزامها باتخاذ الاحتياطات الممكنة للحد من الأضرار التي تخلفها عمليات التخلص من مادة “المرجان” بشكل عشوائي مع تذكير أرباب المعاصر بالإجراءات الزجرية التي تنتظر كل مخالف لدفاتر التحملات المعمول بها في هذا المجال..
وطالب مهتمون بالبيئة بجماعة الركادة بإيفاد لجان اقليمية للقيام بزيارات ميدانية بغية المراقبة والاطلاع على مدى احترام أرباب المعاصر للشروط البيئية المدرجة في دفاتر التحملات الخاصة بالدراسات البيئية واستيفاء جميع ملاحظات وتوصيات لجان المراقبة السابقة، التي تبين لها كل سنة أن بعض أرباب المعاصر لا يولون أي أهمية للمجال البيئي علاوة على عدم اصلاح وصيانة وترميم صهاريج تجميع مادة المرجان بعدة معاصر بدواوير: البناور، تخزوت، البير، إغرم…
وباتت نفايات «المرجان» معضلة حقيقية وآفة خطيرة تهدد الإنسان والوسط البيئي، في غياب حلول جدية كفيلة بوضع حد لآثارها المدمرة. وتظهر ذات الدراسات والأبحاث، أن مخلفات مادة «المرجان»، حمضية مرتفعة، وغنية بالمواد العضوية والمواد الجافة والأملاح ومتعددات الفيول، كما تحتوي على نسبة مهمة من المعادن الثقيلة، منها الزنك والحديد. كما أن دراسات تجريبية أبرزت تأثير مادة “المرجان” على التربة، وبالخصوص على الملوثات الدقيقة العضوية وغير العضوية داخل التربة، وتغيير الخصائص الفيزيائية الكيميائية للتربة، حيث ارتفاع تركيز الكربون العضوي، وتركيز مواد “القيت”.
وتتسرب مادة “المرجان” بدرجة متسارعة إلى باطن الأرض لتؤثر على جودة الموارد المائية الجوفية، علاوة على ما لها من آثار سلبية على جودة وخصوبة التربة وتدهور وضعية المغروسات والنباتات، فضلا عن الأضرار التي تلحقها بالساكنة ومحيطها. ورغم تزايد عدد المطاحن العصرية من أجل تثمين المنتوج كما وكيفا، إلا أن ذلك لم يواكبه أي تفكير حقيقي في تدبير نفايات الزيتون التي يقذف بها عشوائيا بالأراضي والحقول المجاورة للمعاصر.
إبراهيم التزنيتي (تيزنيت 37)
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=37446