عطلة عيد الأضحى والعطلة الصيفية، هما المناسبتين حيث يتوافد إلى المنطقة عدد كبير من ساكنة منطقة إمجاض بإقليم سيدي إفني المقيمين بالديار الأوروبية والمقيمين في عدد من المدن المغربية، وتعرف المنطقة حركة غير مسبوقة، وتزدحم الطرق بالسيارات وتزدحم المقاهي بالزبناء وتزدحم المناسبات والاحتفالات بالزوار من كل حدب وصوب.
أغلب ممن يأتون إلى المنطقة لزيارة الأهل والأحباب وصلة الرحم، ممن يـُعانون كباقي ساكنة المنطقة من تردي الخدمات الصحية، وممن يـُعانون من تردي البنيات التحية كالطرق وانعدام الماء الصالح للشرب وشبكتي الهاتف والأنترنيت وغيرها، إضافة إلى معاناة أخرى تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن جماعة ترابية إلى أخرى ومن دوار إلى آخر.
أغلب ممن يأتون إلى المنطقة لزيارة الأهل والأحباب وصلة الرحم، هم من يـُنددون ويستنكرون تردي الأوضاع عامة بالمنطقة طيلة السنة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأغلبهم من كانوا يـُطالبون “الدولة” برفع التهميش عن المنطقة، إضافة إلى أن أغلبهم يسيرون ما يـُسمى بجمعيات المجتمع المدني بمختلف اهتماماتها.
هذه المناسبتين، عطلة عيد الأضحى والعطلة الصيفية، تزامنتا هذه السنة، غير أن المثير للانتباه، أو المثير للاستغراب، أن منطقة إمجاض بجماعاتها الترابية الخمس، ينطبق عليها المثل الشعبي القائل “لْكْرْشْ إلَى شْبْعَاتْ تَتْقُولْ للرَّاسْ غَنّـِي”، حيث أن ساكنة إمجاض في هذه المناسبتين يرقصون ويمرحون في مهرجانات وحفلات واحتفالات يغلب عنها الطابع “شْطْحْ ورْدْحْ” لأن “تا خير مخصهومش”.
صحيح أن “شْطْحْ ورْدْحْ”، أو المهرجانات يدخل في إطار إحياء التراث الثقافي لإمجاض أو على الأقل الاحتفاظ على ما تبقى منه، غير أن تخصيص في المناسبة من إمنطاس إلى تجرمونت كلها “شْطْحْ ورْدْحْ”، مبالغ فيه، في غياب تام للأنشطة الأخرى الموازية، كأنشطة ثقافية وتوعوية وتحسيسية وحملات طبية بمختلف تخصصاتها للاستفادة ساكنة إمجاض خاصة المعوزين منهم من الفحوصات الطبية اللازمة المجانية.
جمعيات المجتمع المدني التي هي في الأصل هيئات موازية لمؤسسة الدولة، يولون جميعهم أهمية خاصة للمهرجانات والدوريات الرياضية لكرة القدم، كأن منطقة إمجاض بحاجة فقط إلى الترفيه ورياضة كرة القدم وحدهما، إذ ثم تنظيم أكثر من دوري في جماعة ترابية واحدة كما هو الشأن جماعة سبت النابور، في وقت لم تـُنظم في المنطقة ولا حملة طبية واحدة.
المنطقة لم تكن بحاجة إلى مهرجانات تـُصرف عليها أموال طائلة، بقدر ما هي بحاجة إلى أنشطة أكثر أهمية، على سبيل المثال لا الحصر حملات طبية وإن اختصرت فقط على ختانة الأطفال والكشف عن سرطان الثدي، إضافة إلى حملات تحسيسية في مجالات مختلفة، مثلا التحفيظ الجماعي للأراضي والتشجير لمحاربة ظاهرة الرعي الجائر و و و و.
تِغِيرْتْ نْيُوزْ / الافتتاحية
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=35779