الرئيسية » أغراس أغراس » كلشي باين »

فعلا نحن بلداء … لأننا نحب الوطن

 

يكتبه عبد الله بوشطارت (*)

فعلا هؤلاء الإسلاميون يشكلون خطرا على مستقبل وأمن المغرب. فكرت كثيرا في قول هذا الكلام .. إذا بقي للكلام معنى في هذا الزمن الذي ساد وطغا فيه اللا معنى.

يشكلون الخطورة ليس لأنهم يحصدون المقاعد الانتخابية ويهيمنون على مؤسسات الدولة … لا ليس بهذا المنطق الذي ينبع من التنافس والتدافع السياسي والانتخابي على المقاعد والمواقع .. ولكن لسبب نظرتهم الأحادية الدوغمائية للأمور وعدم اقتناعهم بالاختلاف وتعدد الآراء والتنوع والتعددية … وهذا ما يفسر ما ذهب إليه محمد اركون من كون الحركات الإسلام السياسي تمتلك عقل دوغمائي مطلق لا يؤمن بالنسبية .

المدعو أبوزيد الذي يعتبر نفسه مفكرا وداعية اسلامي المنتمي لحزب العدالة والتنمية يجسد حالة الدوغمائية بشكل جلي .. يتصور نفسه أن مواقفه وافكاره وتوجهاته هي وحدها عين الحقيقة وما يقوله هو ويؤمن به هو شيء من الوحي .. وقد يتخيل أنه يتلقى وحيا اثناء منامه.

أبوزيد هذا قال في ندوة حزبية أن بعض الذين لا يرون أولوية قضية فلسطين على القضايا المصيرية للشعب المغربي ووحدته الترابية وهو يصفهم بأقلية قليلة، هؤلاء يرفعون شعارهم البليد تازة قبل غزة.

هو ضمنيا يقصد مناضلي ونشطاء الحركة الأمازيغية، وما داموا يرفعون شعارا بليدا فإنهم بلداء … ولا يمكن لإنسان غير بليد أن يقول كلاما غير بليد.

طيب ؛ نحن لا نعيب على الاسلاميين والقوميين من اليسار عدم النضال على فلسطين أو غيرها. نحن فقط نجادلهم على أن أولويات بلد يصنف عالميا في الرتبة 123 في سلم التنمية البشرية وبلد غارق في الفقر والأمية والتخلف الاقتصادي والاجتماعي، بلد يهيمن عليه الفساد، بلد فاشل تنمويا وتعليميا واقتصاديا … أولويته ليست قضية فلسطين ولا أفغانستان وانما أولويته تطوير التعليم ومحاربة الفقر … أولويته توفير خدمات عمومية عالية الجودة يشعر فيها المواطن المغربي بكرامته .. أولويته التصنيع والرقي الاجتماعي … أولويته حماية هويته الثقافية وشخصيته الحضارية والتاريخية ….

هؤلاء الذين يصفهم أبوزيد بالبلداء … يرافعون ضد استغلال مآسي الشعوب وقضاياهم الانسانية في حروب سياسية ومعارك انتخابية كالداعية أبوزيد الذي سكن في البرلمان لمدة تزيد عن 20 سنة وهو يطحن أموال الشعب ويسبح في الريع السياسي من تعويضات خيالية وتقاعد ومعاش بالرغم من أنه لا يقدم أية خدمة للشعب والوطن … قضية فلسطين عند هؤلاء ما هي إلا سجل تجاري يوفر أرباحا طائلة بدون عناء…

الأشكال أننا حين نرفع تازة قبل غزة أيها النائب البرلماني مدى الحياة نفعل ذلك ونحن لا نروم منه جزاء ولا شكورا ولا نبتغي وراءه لا مقعد برلماني ولا حقيبة وزارية ولا زعامة شعبية ولا دغدغة عواطف الجماهير …

إنما نفعل ذلك حبا في وطننا الذي لا نملك وطنا آخر غيره…

نفعل ذلك لأننا نريد الحفاظ على لغتنا وهويتنا وتاريخنا وفرادتنا … نريد الحفاظ على شخصية وطن اسمه المغرب الذي كان دوما بلدا شامخا ومنتجا للحضارة وصانعا للتاريخ في بحر الابيض المتوسط الذي كان ينافس حضارات شعوب وأقوام عظيمة وقوية…

أنتم تعيشون هنا وأذهانكم هناك .. ليس لها وطن للأسف بفعل أوهام أيديولوجية تتغذى منها حركات مهيمنة مثل حركات الإخوان المسلمين التي تمثلونها في المغرب … وما هذا الملصق (ملصق ندوة حول موضوع: موقع فلسطين في مسيرة تحرر الأمة ونهضتها) إلا تعبيرا ناصعا على خطورة أفكاركم التي تهدد وحدة الاوطان وثقافة الشعوب.

(*) إعلامي من سيدي إفني

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك