يعتزم المجلس الجماعي لجماعة اثنين أملو إقليم سيدي إفني تنظيم الموسم الديني/ التجاري سيدي مسعود أواخر يوليوز الجاري (2017)، بيد أن أسئلة تطرح نفسها بإلحاح خاصة في ظل التعاطي البراغماتي مع هكذا مواسم تاريخية من طرف فاعلين سياسيين وجمعويين وكذا بتحويلها إلى مهرجانات كفرصة ذهبية لتبذير أموال دافعي الضرائب ونهبها، وكذا إفراغ هذه المواسم من محتواها الحقيقي ذي البعد الاجتماعي والثقافي.
إذن في ـي سياق جاء المهرجان السالف الذكر؟ ومن المستفيد المباشر من تنظيمه؟ وما المغزى من تغيير توقيته المعروف تاريخيا؟. خلال السنة الماضية تقدمت مجموعة من الجمعيات بطلب تنظيم موسم سيدي مسعود بغية إحيائه بعد أن طاله النسيان بتنسيق مع المجلس الجماعي لجماعة اثنين أملو، غير أن هذا الأخير حاول التعاطي مع هذه الطلبات بمنطق الولاءات السياسية مما جعله يعرف تخبطا في التسيير وأثر بشكل مباشر على رمزيته التاريخية. فكان أن حصد المجلس فشلا ذريعا على مستوى التنظيم من حيث تعبئة الساكنة المحلية والمجاورة أو على مستوى خلق إشعاع للموسم بغية إحيائه.
المفاجئة هذا العام هو خلق شراكة مع جمعية واحدة تعنى بتسيير أحد المساجد كما تربط أعضائها علاقة مصاهرة مع أحد أعضاء المجلس الجماعي، فتم التهيئ لهذه الشراكة عبر إدخال تعديلات على قانونها الأساسي في الدقائق الأخيرة لخلق إطار قانوني يستوعب مهام الشراكة مع المجلس لتسهيل مأمورية الأخير في التعاطي المالي مع الجمعية تحديدا وأعضائها الموظفين بالجماعة، عملا بمقولة “منكم وإليكم”.
إن الاستخفاف بالساكنة والمجتمع المدني المحلي واستغباء دافعي الضرائب يؤكد بالملموس أن الأمور في شقها العام تسير في اتجاه تعميق الأزمة في جميع أبعادها وخاصة في الشق التنموي والاجتماعي والأخلاقي. فالتهافت الحاصل – ليس فقط باثنين أملو– على تنظيم المهرجانات بعينها وبمباركة المخزن المنتخب والغير المنتخب ليس وليد الصدفة أبدا، إنما هي فرصة لتأبيد الوضع وإعادة إنتاجه زيادة على نهب المال العام خاصة وأن لامجال للمحاسبة في هذا البلد، فلم يتم أبدا وتاريخيا مسائلة أحدهم (من أين لك هذا؟)، ويبقى شعار ربط المسؤولية بالمحاسبة فارغا.
نقطة أخرى وجب الإشارة إليها مرتبطة بتوقيت تنظيم هذا المهرجان من أجل أن يتزامن مع ذكرى عيد العرش بعد أن كان معروفا تاريخيا بانعقاده في أوائل غشت من كل سنة، هذا التكتيك يصب في توفير المناخ الزمني للإفلات من أية محاسبة أو مسؤولية مرتقبة وبالمناسبة هذا الاختيار ليس بريئا البتة، هذا طبعا في أفق البحث مستقبلا عن شراكات ورعايات تجعلها تحصد وتصرف أموالا أكثر.
بقلم: الحسن العكيد (إفني نيت)
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=29680