الرئيسية » الافتتـاحيـة »

حينما يـُمررون رسائلهم عن طريق الجهلاء

صدق القائل: “النقاش مع الجهلاء كالرسم على الماء .. مهما أبدعت فلن يحدث شيء”، من السهل جدا أن ترد على شخص تحدث في موضوع من المواضيع وتـُناقشه، كونه يتحدث بناء على معطيات دقيقة وأرقام، وبأدلة وبراهين، لكن من الصعب جدا أن تـُناقش الجهلاء لا يعرفون ما يقولون، يقولون فقط ما قيل لهم أن يقولوه، كالمنبه الذي يرن وقتما يـُراد له فقط أن يرن.

مناسبة هذا الكلام وهذه الافتتاحية، شريط مصور تداوله رواد موقع التواصل الاجتماعي لشخص قيل أنه ينحدر من دوار إغير أوزمور بجماعة أنفك إقليم سيدي إفني وزع فيه الاتهامات يمينا وشمالا، أولا دون توفره على البراهين والإثباتات على ما يدعي وما يقول، ثانيا جهله بما يقول أصلا، ثالثا إقحام حتى والده في خطورة الاتهامات الموجهة للأطر الطبية بالمركز الصحي لجماعة تغيرت.

الشريط الذي يتهم الطبيب والأطر التمريضية ببيع الأدوية للمرضى وللصيدليات، هي تهم خطيرة صراحة يجب فتح تحقيق فيها، ولهذا وجب على صاحب الشريط الإدلاء بإثبات ما يـُدين “المتهمين”، لأن القاعدة القانونية تقول، أن “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”، ولهذا فالمتهمون بريئون إلى أن تثبت إدانتهم، وحتى إن صحت الاتهامات فلا يمكن تأكيدها إلا بالدلائل والبراهن.

كذلك يجب على صاحب الفيديو  إثبات أن مجلس جماعة أنفك يزود ساكنة الجماعة بصهاريج مائية مقابل 350 درهم للصهريج، دون أن ننسى السب والقذف في حق شخص يـُسمى عبد الله السعيدي، رئيس جماعة أنفك السابق في الولاية ما قبل السابقة والذي وصفه بـ”مصاص دماء الفقراء”.

في إطار الاثباتات دائما، هذا يتهم دون أن أدلة الأستاذ السعيدي الذي عـُين في المجلس العلمي أنه تدخل للرئيس الحالي لمجلس جماعة أنفك في منصب ما، دون أن يـُسمي هذا المنصب، ولا شك أنه يقصد انتخابه على رئاسة المجلس، وهنا يدخل في شق الجهل الواضح بالأمور السياسية، لأنه لا يزال لا يميز بين رئيس جماعة ومستشار جماعي وموظف جماعي.

تغيرت نيوز طلبها هذا الأخير بضرورة تنوير الرأي العام بالحقائق التي تقع في هذه المناطق، وهذا أمر طبيعي، لكن أن يطلبها بعدم نشر فيديوهات “الكرة” و”أحواش”، فذاك يعني أنه لم يطلع يوما على ما تنشره هذه الصحيفة، فقط قيل له ما يقول، والذين علموه “الحكمة” لم يوضحوا له الأمور بالتفاصيل.

أما جهله بما يقول فهو واضح في قوله أنه ينتمي إلى جماعة أنفك قيادة إبضر دائرة تغيرت، وهو يجهل أنه ينتمي إلى دائرة لاخصاص وليس إلى دائرة تغيرت الغير موجودة أصلا، اللهم إن كان يقصد الدائرة الصحية، ولهذا فمن يريد أن يـُعبر عن رأيه أن يـُعبر عنه صراحة دون استغلال جهل البعض وسذاجتهم لتمرير خطاباته السياسية.

تغيرت نيوز / الافتتاحية

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك