التحكم بالمناسبة هو تلك “المكينة” التي تعمل لاستمالة أصوات وتوجهات الناخبين ومن يلونهم من الأهل والأحباب والأصحاب. إنهم يستميلون الأصوات بطرق غير الطرق التي نعرفها في ديمقراطيات العالم…
قوى الديمقراطية..
في الديمقراطية يخاطب المرشحون الناخبين ببرامجهم وقوة مرافعاتهم وبمنجزاتهم الشخصية والحزبية، في الحكومة أو في الجماعة أو في ميادين التدافع السياسي والمدني…
يخاطب الديمقراطيون الناخبين على مستوى العقول، حيث تتركز ذكرياتهم وآمالهم وأحلامهم وطموحاتهم.. ومنها تنطلق قرارات الناخبين.. فيقررون ويصوتون لمستقبل منطقتهم وبلادهم..
يستعين أصحاب الديمقراطية بالخطب والمهرجانات والبيانات والبرامج المنجزة وقوة الكلمة والاتصال المباشر بالناخبين.
الديمقراطيون يستعينون بخبراء في الاتصال والتواصل وفي بناء الجداول والمبيانات حيث الأرقام والتوقعات والاحتمالات تلامس الاقتصاد والاجتماع والثقافة والعلوم.
قوى الديمقراطية يبرزون تاريخ حزبهم ونضاله ومساهماته في بناء الوطن وازدهاره.
يستعين الديمقراطيون بالإعلام جريدة كانت أو مواقع إلكترونية.. دون تزيين أو تزويق..
قوى التحكم…
يخاطب أصحاب التحكم الناخبين بانتمائهم القبلي والإثني وقراباتهم من مواقع النفوذ كانوا أشخاصا أو هيئات… فهم لا يملكون ولم يراكموا برامج ومنجزات شخصية أو حزبية علها تنفعهم في التأثير على الناخبين…
يخاطب أصحاب التحكم الناخبين على مستوى البطون، حيث تتركز شهواتهم ورغباتهم النفسية.. ولأن أكثر الناخبين “محتاجين وفقراء” فمخاطبة البطن أكثر الأسلحة نجاعة للتحكميين.
يستعين أصحاب التحكم بالولائم و”الزرادي” و توزيع الملايين في جميع المناطق والخطب القصيرة في تجمعات صغيرة جدا تذكر الحاضرين بقبيلة وجود وكرم المرشح وماله الوافر وصدقاته وخيره العميم.
التحكميون يتواصلون مع الناخبين مستعينين بالعصا والجزرة. فهذا يرسلون إليه من يذكره بنعم المرشح عليه، وبالتالي حان وقت الرد الجميل، وذاك يرسلون إليه من يهدده إذا ما رفض العمل مع المجموعة لصالح المرشح التحكمي.
منهم من يهددون بتحريك ملفات ضده وخاصة من المنتخبين، وبالضبط رؤساء الجماعات. منهم من يهددون بوقف الدعم والتأييد ضده وقلب الطاولة عليه حتى ولو كان ذلك على حساب الصالح العام….الخ.
يستعين التحكميون بأناس يتقنون التأثير على الناس وخاصة من ذوي السوابق في انعدام المروءة والتهديد والظلم وشهادة الزور والتخويف.
يستعين التحكميون بالإعلام الفاسد الذي لا يعرف إلا ما يدفعه المرشح أو حزبه، يزين و يزوق صورة التحكمي وينشره على صفحات جرائده أو بمواقعه الإلكترونية.
بين هؤلاء وهؤلاء تتحقق الأمال أو يضيع الوطن..
قوى الديمقراطية تسعى لنهضة البلد وازدهار شعبها…
قوى التحكم تسعى لحماية مصالحها و تقوية نفوذها ولو على حساب الوطن…
يتبـــــــع..
يكتبه: عمر بومريس / عضو جهة كلميم واد نون
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=20539