الرئيسية » أغراس أغراس »

واقع المجتمع المدني بجماعة سبت النابور إقليم سيدي إفني برؤية أخرى

المجتمع المدني … وكثيرا ما نسمع بهذا المفهوم في مجموعة من الخطابات والمقالات والمنشورات، في صفحات الجرائد والمجلات وغيرها في القنوات والمنابر الاعلامية والإخبارية … المجتمع المدني، “لي هو واحد الكيان” مستقل عن اشراف الدولة، وكا يْتْمْيْزْ بالاستقلالية دْيالو، وروح المبادرة الفردية والجماعية والعمل التطوعي، لخدمة المصلحة العامة، والدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة والمهمشة .. ويتكون المجتمع المدني من مجموعة من المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية، والتي تعمل ميادين مختلف باستقلال نسبي عن سلطة الدولة، وهدفها تحقيق ما يلي :

المشاركة في المجال السياسي (الأحزاب – الشبيبات الحزبية).

الدفاع عن المصالح الاقتصادية والمهنية (النقابات والاتحادات المهنية).

النهوض بالمجال المجال الفكري والثقافي (الجمعيات الثقافية …….).

الدفاع عن حقوق الانسان (جمعيات ومنظمات حماية حقوق الانسان الكونية والاجتماعية والاقتصادية والجمعيات المهتمة بالتنمية …….).

نربطو كل هذه المعطيات وهذه الأهداف بواقعنا الحالي بجماعة سبت النابور إقليم سيدي إفني، ولنتساءل حول حجم الجمعيات التنموية والثقافية والفكرية والمنظمات السياسية والهيئات الحقوقية وغيرها المتواجدة فيه … والأرضية التي تم توفيرها لهذه الأخيرة من أجل أن تمارس أدوارها الطلائعية -إن وجدت أصلا- وتحقيق أهدافها.

المشاركة السياسية بالنابور محدودة الأمد من وجهة نظرنا، يقتصر دورها فقط في انجاح الحملات والعمليات الانتخابية وفقط -ما عدا في الآونة الأخيرة- الذي عرفت بعض اللقاءات التواصلية والزيارات الحزبية- أما تحقيق أهداف التأطير والتوعية ونشر ثقافة الفعل السياسي النبيل فهذا بعيد كل البعد عن كل مناطقنا (الموهيم وضع محتشم).

الدفاع عن المصالح الاقتصادية والمهنية، وهنا العمل النقابي وحجم الانخراط فيه من لدن الأطر الإدارية والتربوية وموظفي القطاعات المحلية (الصحة – التعليم – الجماعات المحلية) المتواجدة بالمنطقة، فأظن هذا الجانب لم تلمسه بعد أنامل النقاد والمدونين، للحديث عنه .. فالمشاركة والانخراط في العمل النقابي بمختلف مشاربه من إنجاح لبعض المحطات النضالية من إضراب ووقفات احتجاجية ومسيرات وحتى المشاركة في دورات تكوينية وجمع الإنخراطات وتأسيس فروع ومكاتب محلية وإقليمية. فهذا الجانب منعدم وغائب بشكل نهائي بالمنطقة، ومشاركة الأطر الادارية والموظفين والمهنيين والمستخدمين شبه منعدمة أيضا -إلا من رحم ربه- وهذا راجع إلى تفاوت واختلاف المواقف والوجهات النظر تجاه العمل النقابي ببلادنا (وضع نحشمو نهضرو فيه أيضا).

النهوض بالمجال الفكري والثقافي (جمعيات ذات طابع فكري ثقافي)، وهنا جانب آخر، ورغم تعدد الجمعيات التي لها هكذا شعارات الفكر والثقافة والتي تحملها فقط في تسمياتها ” جمعية …. والثقافية”، أو “جمعية …. للثقافة و..” .. تبقى ولحد كتابة هذه السطور فقط البعض منها جمعيات شكلية وورقية ذات أهداف كلها حبر على ورق. تنتهي صلاحياتها بمجرد حصولها على وصول تسليمها النهائية. فلا برنامج عمل ولا أنشطة بعد ذلك ولا مقرات لها ولا اجتماعات وعقد جموعها العامة في وقتها ولا منح مقدمة إليها ولا هم يحزنون … فقط اتخذت تلك الأسماء والشعارات حبا في ذلك، من أجل أن يعطي لها ذلك بريقا في إعلاناتها ووصولها ووثائقها، جمعيات يتجاوز عددها الستين، ما يعني جمعية لكل 120 نسمة، ولو كانت هذه الجمعيات جدية ونشيطة وملتزمة بتحقيق أهدافها وبرامجها لحققت الأهم.

الدفاع عن حقوق الانسان (منظمات وجمعيات لحماية حقوق الانسان)، والتي لها أهداف صيانة كرامة الانسان واحترام حقوقه بمفهومها الكوني والشمولي، وحمايتها والدفاع عنها والنهوض بها وإشاعة ثقافة حقوق الانسان خاصة وسط الشباب والنساء والاطفال والشغيلة ورصد والتنديد بالتجاوزات والممارسات والتضامن والترافع ومؤازرة وإنصاف ضحايا الخروقات وكل من انتهكت حقوقها وتم المساس بكرامته … كلها أهداف وشعارات رنانة -بريقها يسطع في مناطق أخرى غير مناطق النابور- كلها حبر على ورق، فالواقع النابوري لا علاقة له بمثل هذه المنظمات والجمعيات -إلا الفئة القليلة حتى لا نعمم-.

فالأهداف الحقوقية والجمعيات الحاملة لمشعلها والتي تحلم بتحقيقها هي في ضفة، والانسان النابوري في الضفة الأخرى من الواد، يصعب على كل طرف العبور لملاقاة الآخر، لأن بعض الجمعيات والمنظمات التي كتب لها أن تعقد جموعها العامة وتدون بأن مقراتها متواجدة بالنابور، لم يكلل لها النجاح لتفعيل مقترحاتها وأهدافها، لأنها لم تجد الأرض الخصبة بالنابور حتى تنغمس فيها أهدافها وينبث زرعها ليتحول إلى تنظيم لقاءات وندوات والقاء محاضرات وأيام اشعاعية للتعريف بمنظومة حقوق الانسان والطفل والمرأة والأسرة وذوي الاحتياجات الخاصة، والأنشطة الفنية والثقافية والتخيمية والترفيهية والرياضية الساعية إلى نشر قيم ومعايير حقوق الأنسان في صفوف عموم الشباب والشابات والمواطنين والمواطنات. وربما هذه الكلمتين الأخيرتين جد مناسبة لكي نراعي فيها حقوق الانسان بالمنطقة وأنتم عارفون متى يتم استعمالها واستغلالها وهي من تختزل فيها حقوق الانسان في النابور .. ولا سيما عبارة “أخي المواطن ، اختي المواطنة .. إن برنامجنا في الحزب الفلان الفلاني يعقد كل أماله عليكم …  أو أنكم باستعمال المواد المغربية ستشاركون في …

بقلم: عمر أبوهو / تغيرت نيوز من جماعة سبت النابور

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك