مع توالي الأحداث والوقائع التي شهدتها المنطقة، ورغم قسوتها ووقعها على نفوس الساكنة بالمنطقة ومناطق إمجاط ككل، نظرا لكونها كلها كللت بنجاح “الموض سيلونس” تجاهها وتم السكوت عنها وبالتراضي وابتلاع الألسن تجاهها … ما علينا إلا أن نجدد التذكير بها لعل وعسى أن نستفيق ويستفيقوا من سباتهم ونومهم العميق، ومنها و على سبيل المثال، حتى نضع القارئ ضمن السياق العام لمجريات هذه الأحداث الأخيرة.
الحدث الأول: بدءا باللقاء التواصلي حول الإعلان عن المشاريع المبرمجة في إطار الربط الطرقي الذي شمل بعض مناطق الإقليم عكس الأخرى، أي المجال الحضري للإقليم والمناطق المجاورة له، وهمت منشآت فنية وربط طرقي بين سيدي إفني وتيزنيت – سيدي إفني وكلميم – سيدي إفني والأخصاص.
“الموهيم” مشاريع كلها في صالح تنمية الضفة الأخرى للإقليم من جهة الطريق الوطنية رقم (01)، في حين -وفي دار غافلون- نجد مناطق إمجاط، وبالرغم كونها من المناطق الأكثر كثافة سكانية والأكثر فئة مستهدفة والأكثر احتياجا لمشاريع القرب وفك العزلة والربط الطرقي بالمجال الحضري، والأكثر عزلة وهشاشة وغيرها من الأسس والمعايير، إن كنا طبعا نطمح اعتماد مبدأ الأولويات وتكافؤ الفرص ومعايير الانتقاء في سياسات الحكامة الجيدة والتنمية المجالية، وتوزيع المشاريع من الأكثر إلى الأقل احتياجا واستهدافا لفلسفة الأوراش الملكية والبرامج الحكومية للعالم القروي وتنميته بمشاريع القرب وتسهيل الولوج للخدمات وغيرها (…).
ولكن عكس ما نراه حاليا، هو فقط هكذا الاستحواذ على المشاريع بعامل لوبيات الضغط وبمعايير الاستقواء والتواجد السياسي والتموقع في مراكز القرار واحتكارها، فهذا حتما يسير في ما كانت عليه الأمور سابقا … مناطق إمجاط كانت في موضع ذيل أو “قزيبة” إقليم تيزنيت سابقا لجهة سوس ماسة درعة، ليتكرر نفس الاقصاء والتهميش لتصبح حاليا “قزيبة” إقليم سيدي إفني -ايت بعمران-، أو سيدي إفني حظيرة أيت بعمران.
المصطلحات والمفاهيم التي وللأسف يروجها لها في الأوساط الإفناوية والبعمرانية … مناطق إمجاط خرجت خاوية الوفاض ولو بخفي حنين من الاستفادة من مشاريع الربط الطرقي المعلن عنه أمام العلن، ليتأكد الجميع أنه لا حاجة لحليمة إلا أن تلزم الصمت والسكون لتبقى على عادتها إن أرادت ذلك … ولنكن موضوعيين فيما قلنا، فلنتساءل جميعا حول طبيعة ونوعية المشاريع التي تليق بالمنطقة للخروج بها من عزلتها وهامشيتها؟، الجواب سيكون هو تكثيف المشاريع ذات البعد التنموي وفك العزلة أي بواسطة الربط الطرقي وبناء وإصلاح وتعبيد الطرق والمنشآت الفنية لا أقل ولا أكثر.
هذا هو كل ما تحتاج إليه المنطقة … عكس مناطق إفني ومير اللفت وأيت بعمران، التي لها مشاريع استفادت ولا زالت تستفيد منها، من برامج ومنتوج الثروات الطبيعية من شجر الأركان والصبار وتربية النحل والثروات البحرية والسمكية والصيد البحري بمختلف أنواعه وتنقلات عبر المطار والميناء والطرق الساحلية والتموقع الإداري من الإدارات والمرافق والمؤسسات العمومية (العمالة – المستشفى – مركز تصفية الدم – إدارات الامن الوطني والدرك الملكي – مندوبيات الصحة والتعليم والأوقاف ومديريات التجهيز والنقل واللوجيسيتك والفلاحة والصيد البحري وغيرها ….) ، “إوا لنقارن كل هذه الجوانب”، حتى يتضح لنا الفرق، ولنضعه صوب أعيننا للترافع عن مطالب البلاد والعباد بمناطق إمجاط ولتلبية حاجياتهم ومصالحهم ومتطلبات المرحلة.
الحدث الثاني: وعلى شكل سؤال، ما موقع مناطق إمجاط من المشاريع المعروضة على أنظار جلالة الملك في العرض الذي تم تقديمه لتنمية الجهة -طبعا جهة كلميم وادنون- تنفيذا للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية وبغلاف مالي يناهز 77 مليار درهم … طبعا سيقال مشروع الزرابي راه كافي -سنقول جيد جدا- سنفترش بها الأرض لتعود بنا الأيام إلى سباتنا ونومنا العميق.
الحدث الثالث: المستشفى الميداني المتنقل الذي حط الرحال ببوتزمايت –تغيرت- فعلا الساكنة تم “تزميطها “بهذا القرار المجحف- ، بعد أن عقدت كل أمالها في أن تتلقى بعض المعاينات والعلاجات الطبية …( مع العلم أن بعض الساكنة لم يكن لها من قبل أي موعد مع الطبيب ولله الحمد) … والعلاجات والكشوفات الطبية من أطر قل نظيرها في المراكز والمستوصفات والمستشفيات المحلية الهامشية كذلك، لأنها تصلح لكل شيء إلا الاستشفاء، وبعد أن تم توجيهه، ليطير إلى مكان آخر، أكثر قساوة من حيث البرودة والثلوج، أما قساوة الجفاف والعجاف وشدة الحر والجو البارد شتاء والحر صيفا، لا تعنى به الساكنة لتقدم لها خدمات هذا المستشفى الميداني المتنقل والغير المستقر أصلا.
الحدث الرابع: والذي لم يمر عليه إلا بضعة أيام، ولكنه يتكرر وباستمرار … توالي الانقطاع للتيار الكهربائي، الذي شهدته المنطقة والذي يجر معه انقطاع التزود بالماء الصالح للشرب وشبكة الانترنيت والاتصال وانقطاع خدمات الإدارات العمومية بالمنطقة من بريد المغرب والجماعة وشباك استخلاص فاتورة الكهرباء والاذان بالمساجد وخدمات المؤسسات التعليمية والداخليات وغيرها … “الموهيم” ما علينا إلا أن نجتهد لنعلن كل مرة أن مناطق إمجاط مناطق منكوبة، طبعا بعيدا عن نكبات الزلازل والفيضانات والحروب وغيرها، ولكن منكوبة فقط بالتيار الكهربائي ذات التوتر العالي الذي يشكل خطرا على أطر واعوان ومستخدمي المكتب الوطني للكهرباء ، والتي لا غرض لها إن بقيت ساكنة منطقة يتجاوز تعدادها 30 ألف نسمة، في عزلة وفي ليالي مظلمة ولساعات طوال.
وسأكتفي بعلامات الاستفهام وإثارة الانتباه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ موجهة للمسؤولين والمنتخبين بالمنطقة ومناطق إمجاط ككل تجاه كل هذه الإشكاليات والمعاناة والاكراهات التي تتخبط فيها المنطقة ……….وفي انتظار غد أفضل كله أمل … مَا مْشَا مَعكم بَأْسْ
بقلم: عمر أوبوهو / تغيرت نيوز من جماعة سبت النابور
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=18732