مقهى “تيفاوين”… ملتقى البداية
“يكفي أن يمر أحدهم سائقا سيارته حتى تبتسم له ويتوقف ونقضي معه ساعات مرحة في المقهى أو الشقة، الأمر جار به العمل ويتكرر يوميا، والتلميذات حاليا لا يعرن أهمية للسمعة أو الشرف، كل واحدة تريد أن تكتشف هذا العالم، ولا يهم بأي ثمن،” هكذا علقت التلميذة “زهرة” على سؤال لـ” تيفاوت بريس” وهي مجتمعة مع صديقاتها في مقهى “تيفاوين” المتواجدة أمام المدخل الرئيسي للثانوية الإعدادية “الأطلس” بـ”تافراوت”، والتي تؤوي دائما أعدادا من التلميذات القاصرات.
الظروف المادية … سبب بيع الجسد
من جانبها تقول “مليكة” القاطنة بـ”دار الطالبة” بمدينة “تافرات”، أن بعض الفتيات داخل الخيرية يَعْمَدن إلى ارتداء لباس مثير وخالٍ من الحشمة إضافة إلى انتشار العلاقات المشبوهة مع بعض الشُّبان أمام الباب الرئيسي للثانوية الإعدادية، وكذا الثانوية التأهيلية الجديدة بالمدينة، بشكل عادي ومن دون أدنى تَحَرُّج أو منع من طرف الإدارة، زد على ذلك تربص السيارات و”الخطافة” ببعض التلميذات خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي المساء. وتساءلت سميرة « اسم مستعار” وهي تلميذة تتابع دراستها في السنة الثانية بكالوريا بالثانوية التأهيلية الجديدة، ” كيف لا أبيع جسدي بأَبْخس الأثمان في ظروف مادية صعبة، ولكم أن تتصوروا معاناتنا اليومية التي لا تنتهي”.
استنكار وتساؤل … أين دور المسؤولين؟
“فاطمة” هي الأخرى استنكرت تعميم انتشار ظاهرة التفسخ الأخلاقي في صفوف جميع التلميذات، مُقِرَّة بأن الدعارة منتشرة في جميع الطبقات الاجتماعية وفي أماكن عدة، مضيفة أنه “ليست جميع القاطنات بـ”دار الطالبة” يمارسن الفحشاء وإنما هي فئة معينة فقط، ويمكنني أن أقول جازمة بأن هناك الكثير من الطالبات المحافظات على شرفهن وسُمْعتهن، مقابل فتيات أخريات وهن قليلات بالمقارنة قد لا يَبِتْن ليلتهن بغرفهن، الغريب في كل هذا والذي يدفع إلى التساؤل هو دور مسؤولي المؤسسات التعليمية، ودور المصالح المعنية في توفير الحماية للتلميذات في محيط المؤسسات، خاصة أن هناك اتفاقية تربط بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الداخلية تنص على توفير الأمن في محيط المؤسسات التعليمية.
خطوات البداية على درب أقدم مهنة
مسؤولي المؤسسات التعليمية لا يقومون بواجبهم لأنهم يوفرون الغطاء “الرسمي” لانحرافات التلميذات بعدم إبلاغ الآباء والأولياء عن تغيب أبنائهم وبناتهم عن حصص الدرس، ففي الوقت الذي يظن فيه الآباء أن فلذات أكبادهم يحصلون العلم والمعرفة ومكارم الأخلاق في حجرات الدرس، تكون التلميذات القاصرات بدأن يخطون أولى الخطوات على درب أقدم مهنة في تاريخ البشرية، إما لجهلهن بعواقب ما يقدمن عليه أو بإغراء وتحريض من وسطاء أو وسيطات احترفوا تدبر لقمة العيش، أو حتى الاغتناء، من ريع متعة الحرام.
محافظ الدراسة … والعمل في الرذيلة
وأمام غياب المراقبة الأمنية، فإن بعض المقاهي تحولت إلى أوكار حقيقية لممارسة البغاء وأصبحت هذه الفضاءات وكرا لاصطياد القاصرات بعيدا عن أعين أولياء أمورهن، وكذلك للمواعيد واللقاءات بين مشتغلين في “الرذيلة” مع التلميذات القاصرات اللواتي يحملن معهن محافظهن الدراسية ورجال من بينهم متزوجون يستغلون هذه الفئة ويغرونهن بشتى الوسائل والإمكانات لإشباع نزواتهم الجنسية، فيسقطن ضحية لواقع اجتماعي مرير، كما أن بعض النـادلين أصبحوا أيضـا وسطاء يتاجرون في الأعراض .
“تِـغِـيرْتْ نْـيُوزْ”: عن “تيفاوتبريس” للكاتب “محمد الديواني” بــ”تافراوت”
رابط مختصر للمقالة: http://www.tighirtnews.com/?p=1750
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=1750